نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 141
تصحيف أفضى إلى فائدة
كان نعيم بن زيد واليا على الهند، و في حبسه رجل، يقال له حبيش فجاءت أمه إلى الفرزدق، و سألته أن يتشفّع فيه. فكتب إليه كتابا فلم يدر أ خنيش أو حبيش، فأمر أن يطلق كل محبوس اسمه شيء من ذلك. فأطلق بذلك عدة.
و أنشد رجل الأصمعي، «كليني لهم يا أميمة باضت» [1] ، فقال له الأصمعي: أ ما علمت أن كل ناجمة الأذنين تحيض و كل سكاء الأذنين تبيض؟فقال أبو الحسين الكوفي:
لم أر تصحيفا أجلب للفائدة منه.
و غنت جارية للرشيد:
أ ظلوم إن مصابكم رجلا # أهدى السّلام تحيّة ظلم
فقال الكسائي: إنما هو مصابكم رجل. فقالت الجارية: إني أخذت هذا الشعر عن أنحى الناس و آدبهم أبي عثمان المازني بالبصرة (هكذا) فقال الرشيد:
ليكتب إلى العامل بالبصرة بإطلاق نفقة المازني و إشخاصه فلما أشخص و دخل إلى الرشيد، سأله عن حاله: أ لك ولد؟قال: نعم بنيّة فقال: و ما قالت لك قال أنشدتني:
أيا أبتا لا ترم عندنا # فأنا بخير إذا لم ترم
قال و بما ذا أجبتها، قال قلت:
ثقي باللّه ليس له شريك # و من عند الخليفة بالنجاح
فسأله عن البيت المغنّى به فقال إنما هو رجلا و خبران إنما هو ظلم. فقال أجدت و أصبت فأعطاه مالا و أكرمه و ردّه إلى البصرة مكرّما.
ادعاء تصحيف أدّى إلى خلاص
أتى عبد الملك بخارجيّ فأمر بقتله، و قال أ لست القائل:
و منا حصين و البطين و قعنب # و منا أمير المؤمنين شبيب
فقال إنما قلت: أمير المؤمنين، أي يا أمير المؤمنين فأطلقه.
و أحضر جعفر بن سليمان الهاشمي خطابي المقدم الهذيلي و فيه:
يا ابن الزواني من بني معاوية # أنت لعمري منهم ابن الزانية
فقال: إنما قلت: يا ابن الرواثي و أنت ابن الراثية أي اللواتي ينحن على موتاهم.
[1] الصواب: كليني لهم يا أميمة ناصب و هذا مطلع قصيدة للنابغة الذبياني.
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 141