نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 13
بسم اللّه الرّحمن الرحيم
فاتحة الكتاب
بقلم: الراغب الأصفهاني قال الشيخ أبو القاسم الحسين بن محمّد المفضّل الراغب، رحمه اللّه تعالى:
الحمد للّه الذي تقصر [1] الأقطار أن تحويه، و تعجز الأستار أن تخفيه، حمدا يقتضي تضاعف نعمائه [2] و يمتري ترادف آلائه [3] .
و صلّى اللّه على من أوضح به الإعلام، و شرع بلسانه الإسلام، منار الهدى و خيار الورى [4] .
و بعد: فإن سيّدنا-عمّر اللّه بمكانه مرابع الكرم، و مجامع النّعم-، أحبّ أن أختار له ممّا صنّفت من نكت [5] الأخبار، و من عيون الأشعار، و من غيرهما من الكتب، فصولا في محاضرات الأدباء، و محاورات الشّعراء و البلغاء، يجعله صيقل الفهم [6] و مادة العلم.
ففعلت ذلك إيجابا له إذ قد جعل مراعاة الأدب شعاره و دثاره [7] ، و محاماة الفضل إيثاره [8]
و اختياره، و جعل زمام حسبه بكفّ أدبه، و سلك في زماننا طريقا قلّ سالكوه-طرق العلاء قليلة الإيناس [9] .
[1] تقصر: خلاف تطول، من القصر و القصر و هما خلاف الطول، و القصير خلاف الطويل، و القصر:
الكفّ أو كفّ النفس عن أمر، لذا يقال: قصرت نفسي عن هذا أقصرها قصرا. و قال ابن السكّيت:
أقصر عن الشيء إذا نزع عنه و هو يقدر عليه و قصر عنه إذا عجز عنه و لم يستطعه، و هذا هو المعنى المقصود من قوله: تقصر الأقطار أن تحويه
.
[2] يقتضي تضاعف نعمائه: النّعماء: اليد البيضاء الصالحة، جمع أنعم.
[3] ترادف آلائه: الآلاء: جمع الإلى و الألى أي النعمة.