responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 12

إن كل إسهاب في وصف مضامين كل حدّ من ماهيات تلك الفصول يصبح ضربا من اللغو و الإطالة الباعثة على الإملال، ما دام الكتاب بين أيدينا و هو خير مترجم عن أدب صاحبه و أسلوبه و ذائقته الفنيّة و علو كعبه في العلوم و الآداب و الخبرة في طبائع الإنسان و ملكاته و ما فيه من الكياسة و الظرف و الملاحظة النفسيّة.

إن النسخة التي انطلقنا منها في تحقيق جزئي هذا الكتاب ترتقي إلى العام 1326 هـ (1908 م) ، و قد تكبّدنا في قراءتها و تصويبها و التغلّب على عثرات الطبع فيها-و هنات الطباعة القديمة و إهمال الضوابط على اختلافها-الكثير من العناء، و إلى درجة الإعياء، و بالرغم من المثابرة و المصابرة و الرجوع إلى عشرات المصادر الخاصّة بالشعر لتذليل مواطن الإبهام و الغموض المتفشية في نسخة الكتاب، لا يسعنا مع ذلك، إلا الاعتذار عمّا يكون قد فاتنا من تقصير أو ضبط أو تحديد لبعض العبارات و الشواهد. و فيما خلا ما تقدّم يبقى كتاب المحاضرات في حلّته الجديدة-و إخراجه و طريقة عرضه و تقسيم كل حدّ من حدوده و إبراز مقاطع كل منها و عناوينها. تجعل منه-ملاذ كلّ قارئ محبّ للأدب و متذوّق لفنون القول و ضروب الكلم و أغراضه.

إنّ هذا الكتاب الموسوعة، هو بحق نزهة للعقل و القلب على السواء و زاد لا ينضب من علم الأوّلين و أشعارهم و حكمهم و أمثالهم و معارفهم.

و لئن كانت ألف ليلة و ليلة إحدى قمم السرد الشيّق و الحكايات الطريفة الجامعة بين الواقع و الخيال فكتاب الراغب- «المحاضرات» -رحلة مماثلة و لكنها في عالم الوعي و الحقائق و الأمثولات و العبر، فهو يضع بين يدينا الأشياء و أضدادها و الفكر و نقائضها، و يترك لنا البحث عمّا هو أكثر صدقا و واقعية.

لعلّ أمثل ما نقوله في ختام هذا التصدير لتبرير عدم ترددنا عن إحياء قديم التراث الذي يظلّ قادرا على مواكبة الحداثة بما فيه من الإبداع و الأصالة على ما في هذه الرسالة من صعاب كلمة العماد الأصفهاني إذ يقول: رأيت إنه لا يكتب إنسان كتابا في يومه إلا قال في غده: لو غيّر هذا لكان أحسن، و لو زيد كذا لكان يستحسن و لو قدم هذا لكان أفضل و لو ترك هذا لكان أجمل و هذا من أعظم العبر، و هو دليل على استيلاء النقص على جملة البشر.

إن الكمال للّه وحده، و حسب المرء أن يكون صادقا فيما يعمل و في هذا كلّ الرضى و العزاء، لأن العطاء مشفوعا بالطموح إلى الأفضل، أجدى من النكوص مع التزمّت، و هذا هو معيار الارتقاء الحقيقيّ، و للّه الحمد و عليه التّكلان.

بيروت في: 18/2/1999 م 2/10/1419 ه

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 12
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست