روي في الحديث من تعلّم العلم لأربعة دخل النار ليباهي به العلماء أو يماري به السفهاء، أو يأخذ به من الأمراء، أو يستميل به وجوه الناس إليه.
قال ابن عباس لمعاوية (رضي اللّه عنهما) : هل لك في مناظرتي في ما زعمت؟قال:
و ما تصنع بذلك؟فأشغب بك و تشغب بي فيبقى في قلبك ما لا ينفعك و يبقى في قلبي ما يضرّك.
و قيل: الناس رجلان: عالم فلا تماره، و جاهل فلا تجاره.
و قال زيد بن جندب:
ما كان أغنى رجالا ضلّ سعيهم # عن الجدال و أعناهم عن الشّغب
و قيل: إذا تشاجرت الخصوم طاشت الحلوم [3] و نسيت العلوم.
و قيل: من ترك المراء فهم و علم. و روي عن النبي صلى اللّه عليه و سلم: ما ضلّ قوم بعد إذ هداهم اللّه إلا بالجدل، و قال سفيان: ما ابتدع قوم إلا أعطوا الجدل.
الحثّ على السؤال على غير التعنت
قيل: إذا جالست عالما فسل تفقّها لا تعنّتا.
و قال مسهر: سألت مالكا عن شيء، فقال: لا تسألني عمّا لا تريد فتنسى ما تريد.
و قال النبيّ صلى اللّه عليه و سلم لرجل و قد أكثر من سؤاله تعنتا: اتركوني ما تركتكم. و قال عليه الصلاة و السلام: إن بني إسرائيل هلكوا بكثرة سؤالهم و اختلافهم على أنبيائهم.
النّهي عن المناظرة ما أمكن
قال ابن المقفع: لا تعرضنّ عقلك على النّاس، فإذا اضطرك أمر فكن كصاحب الشطرنج، بيني أمره على القائمة فإن وجد ضربة غريبة انتهزها، و إيّاك أن تبتدئ في مجلس لم تسبر عقول أصحابه، فبين العقول بون بعيد.
[1] المناظر: اسم فاعل من ناظر (ه) : أي باراه و غالبه.