نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 101
مدح الراجع إلى الحقّ في المناظرة
قال عمر رضي اللّه عنه: الرجوع إلى الحقّ خير من التمادي [1] في الباطل. و قيل:
المبطل مخصوم، و إن خصم و المحق فالج، و إن خصم.
و قال عمر رضي اللّه عنه يوما: أيّها الناس ما هذه الصدقات التي أحدثتم لا يبلغني أن أحدا أتجاوز صداق النبي صلى اللّه عليه و سلم إلا استرجعته منه فقامت إليه امرأة فقالت: ما جعل اللّه ذلك إليك يا ابن الخطاب، إن اللّه تعالى يقول: وَ آتَيْتُمْ إِحْدََاهُنَّ قِنْطََاراً فَلاََ تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئاً ، فقال عمر: أما تعجبون من إمام أخطأ و امرأة أصابت. ناضلت أميركم فنضلته.
و قال الشعبيّ: إنّي لأستحي أن أعرف الحق فلا أرجع إليه.
و قيل لم ير أذعن للحجة إذا لزمته من عمرو بن عبيد.
المستمرّ على خطأه و قد بان له الصواب
قال عمارة: أني لأمضي على الخطأ إذا أخطأت أهون عليّ من نقض و إبرام في مجلس واحد.
و قال بعضهم: نعم المركب اللجاج بعد الحجاج.
ذمّ من تشكّك في الضروريّات
قيل: من شكّ في المشاهدات فليس بتامّ العقل.
قال المتنبي:
و ليس يصحّ في الأفهام شيء # إذا احتاج النّهار إلى دليل [2]
حكى المتكلّمون أنّ جماعة يلقّبون السوفسطائية، يقولون: لا نعرف لشيء حقيقة، و يقولون لمّا كان أحدنا يرى الشيء في رقدته فيتصور له بصورة ما يشاهده في يقظته، و نرى الصورة في الماء ثم لا حقيقة لها، لم يمتنع أن لا يكون لما نعاينه [3] و نشاهده حقيقة. و ذكر بعض العلماء أنه لم يكن قطّ على هذه الصفة أحد و أن السوفسطائية أنما هو شيء من توليدات المتكلمين و منحولاتهم.
ذمّ القاصر عن المناظرة
قال اللّه تعالى: أَ وَ مَنْ يُنَشَّؤُا فِي اَلْحِلْيَةِ وَ هُوَ فِي اَلْخِصََامِ غَيْرُ مُبِينٍ[4] ، و قيل
[1] التمادي في الباطل: الإمعان فيه و عدم الارتداع عنه.
[2] يصوّر أبو الطيب في هذا البيت تداعي المنطق و هيمنة الباطل معتبرا هذه الظاهرة من أخطر ظواهر الانهيار في المجتمع فالنهار لا يحتاج إلى دليل فإذا صار الأمر خلاف ذلك فعلى الدنيا السلام.