responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 69

و في الصحيحين، عن جابر و أبي هريرة و ابن مسعود، رضي اللّه تعالى عنهم أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال‌ [1] :

«ما من رجل لا يؤدي زكاة ماله، إلا مثل له يوم القيامة شجاعا أقرع له زبيبتان، يفر منه و هو يتبعه حتى يطوقه في عنقه» . و في رواية مسلم «يتبعه فاتحا فاه، فإذا أتاه فر منه، فيناديه خذ كنزك الذي خبأته فإذا رأى أنه لا بد له منه سلك يده في فيه، فيقضمها قضمة الفحل، ثم يأخذ بلهزمتيه، يعني شدقيه، ثم يقول: أنا مالك أنا كنزك، ثم تلا هذه الآية: وَ لاََ يَحْسَبَنَّ اَلَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمََا آتََاهُمُ اَللََّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مََا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ اَلْقِيََامَةِ » [2] : و الأقرع الذي تمعط رأسه و أبيض من السم. و الزبيبتان الريشتان من جانبي فمه من كثرة السم و يكون مثلهما في شدقي الإنسان عند كثرة الكلام، و قيل نكتتان في عينيه، و ما هو بهذه الصفة من الحيات، هو أشد أذى. و قيل هما نابان يخرجان من فيه و يقضمها بفتح الضاد أي يأكلها، و القضم بأطراف الأسنان و الخضم بالفم كله، و قيل: القضم أكل اليابس و الخضم أكل الرطب، و تزعم العرب أن الرجل إذا طال جوعه يعرض له في البطن حية يسمونها الشجاع و الصفر. قال أبو خراش‌ [3] يخاطب امرأته:

أرد شجاع البطن لو تعلمينه # و أوتر غيري من عيالك بالطعم

و أغتبق الماء القراح و أنثني # إذا الزاد أمسى للمزلج ذا طعم‌

أراد بالأول الطعام، و بالثاني ما يشتهى منه، و الغبوق الشرب بالعشي، و المزلج من الرجال الناقص الذوق الضعيف. و قال‌ [4] الشاعر:

فأطرق إطراق الشجاع و لو رأى # مساغا لناباه الشجاع لصمّما

هذه لغة بني الحارث بن كعب، و هي إبقاء ألف التثنية في حالتي النصب و الخفض، و هو مذهب الكوفيين و منه قوله تعالى: إِنْ هََذََانِ لَسََاحِرََانِ [5] .

و تعبيره في الرؤيا

يدل على ولد جسور، أو امرأة بازلة.

الشحرور:

كسحنون طائر أسود فوق العصفور، يصوت أصواتا، قاله ابن سيده و غيره، و ما أحسن ما قال الشيخ العلامة علاء الدين الباجي، و وفاته سنة أربع عشرة و سبعمائة: (دو بيت)

بالبلبل و الهزار و الشحرور # يكسى طربا قلب الشجي المغرور

فانهض عجلا و انهب من اللذة ما # جادت كرما به يد المقدور

و قد أجاد القائل في وصفه حيث قال‌ [6] :

و روضة أزهرت أغصانها و شدت # أطيارها و تولّت سقيها السحب‌


[1] رواه البخاري: زكاة 3. و النسائي زكاة 30.

[2] سورة آل عمران: آية 180.

[3] أبو خراش الهذلي: خويلد بن سرّة، شاعر مخضرم عاش في الجاهلية ثم أسلم، مات سنة 15 هـ.

[4] البيت للمتلمس و هو في الحيوان للجاحظ 4/263.

[5] سورة طه: آية 63.

[6] فوات الوفيات 4/377.

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 69
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست