نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري جلد : 2 صفحه : 541
اسمع بني وصيتي و اعمل بها # فالطبّ معقود بنص كلامي
لا تشربن عقيب أكل عاجلا # فتقود نفسك للأذى بزمام
و اجعل غذاءك كل يوم مرة # و احذر طعاما قبل هضم طعام
و احفظ منيك ما استطعت فإنه # ماء الحياة يراق في الأرحام
و ينسب إليه أيضا:
لقد طفت في تلك المعاهد كلها # و سرحت طرفا بين تلك المعالم
فلم أر إلا واضعا كفّ حائر # على ذقن أو قارعا سنّ نادم
قال الشيخ كمال الدين بن يوسف: إن مخدومه سخط عليه، فاعتقله و مات في السجن سنة ثمان و عشرين و أربعمائة.
الورل:
بفتح الواو و الراء المهملة و باللام في آخره، دابة على خلقة الضب إلا أنه أعظم منه، و الجمع أورال و ورلان و الأنثى ورلة. كذا قاله ابن سيده.
و قال القزويني: إنه العظيم من الوزغ، و سام أبرص طويل الذنب سريع السير، خفيف الحركة. و قال عبد اللطيف البغدادي: الورل و الضب و الحرباء، و شحمة الأرض و الوزغ، كلها متناسبة في الخلق، فأما الورل و هو الحرذون فليس في الحيوان أكثر سفادا منه، و بينه و بين الضب عداوة، فيغلب الورل الضب و يقتله، لكنه لا يأكله كما يفعل بالحية، و هو لا يتخذ بيتا لنفسه و لا يحفر له جحرا بل يخرج الضب من جحره صاغرا، و يستولي عليه، و إن كان أقوى براثن منه، لكن الظلم يمنعه من الحفر، و لهذا يضرب بالورل المثل في الظلم، و يكفي في ظلمه أنه يغصب الحية جحرها و يبلعها، و ربما قتل فوجد في جوفه الحية العظيمة، و هو لا يبتعلها حتى يشدخ رأسها و يقال إنه يقاتل الضب.
و الجاحظ يقول: إن الحرذون غير الورل، و وصفه بأنه دابة تكون غالبا بناحية مصر، مليحة موشاة بألوان كثيرة، و لها كف ككف الإنسان مقسومة أصابعها إلى الأنامل، و هو يقوى على الحيات و يأكلها أكلا ذريعا، و يخرجها من جحرها و يسكن فيه و هو أظلم ظالم.
فائدة
: قال أهل اللغة: لا تلتقي الراء مع اللام إلا في أربع كلمات: الورل، و هو هذا الحيوان المذكور، و أرل اسم جبل، و غرلة و هي القلفة، و جرل و هو ضرب من الحجارة.
الحكم
: مقتضى ما تقدم من أكله الحيات أنه يحرم، و هذا هو الظاهر من قول الأقدمين، و رجح الرافعي أنه يرجع فيه إلى استطابة العرب و عدمها، لقوله [1] تعالى: يَسْئَلُونَكَ مََا ذََا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ اَلطَّيِّبََاتُ ، و ليس المراد الحلال و إن كان قد ورد الطيب بمعنى الحلال، فإن الحمل عليه يخرج الآية عن الافادة، و العرب أولى باعتبار ذلك لأن الدين عربي و النبي صلى اللّه عليه و سلم عربي، و إنما يرجع في ذلك إلى سكان البلاد و القرى، دون أجلاف البوادي، الذين يأكلون مادب و درج