نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري جلد : 2 صفحه : 540
فيكم نذيرة تلد نذيرا، فاعرضوا عليّ بناتكم. فعرضوا عليها، فقالت في كل واحدة منهن قولا ظهر عليها بعد حين، حتى عرضت عليها آمنة بنت وهب، فقالت: هذه النذيرة و ستلد نذيرا. و هو خبر طويل ذكر الزبير بن بكار منه يسيرا. و قال الغزالي، في الإحياء: روي أن أبا الحسين النوري كان مع جماعة في دعوة فجرت بينهم مسألة في العلم، و أبو الحسين ساكت ثم رفع رأسه و أنشدهم:
ربّ ورقاء هتوف في الضحي # ذات شجو هتف في فنن
ذكرت إلفا و خدنا صالحا # فبكت حزنا فهاجت حزني
فبكاي ربما أرقها # و بكاها ربما أرقني
و لقد تشكو فما أفهمها # و لقد أشكو فما تفهمني
غير أني بالجوى أعرفها # و هي أيضا بالجوى تعرفني
قال: فما بقي أحد من القوم، إلا قام و تواجد، و لم يحصل لهم هذا الوجد من العلم، الذي خاضوا فيه و إن كان العلم حقا، و قد شبه بها الرئيس أبو علي الحسين بن عبد اللّه بن الحسين بن سينا النفس حيث قال:
هبطت إليك من المحلّ الأرفع # ورقاء ذات تعزز و تمنع
محجوبة عن كل مقلة عارف # و هي التي سفرت و لم تتبرقع
وصلت على كره إليك و ربما # كرهت فراقك و هي ذات تفجع
أنفت و ما ألفت فلما واصلت # ألفت مجاورة الخراب البلقع
و أظنها نسيت عهودا بالحمى # و منازلا بفراقها لم تقنع
حتى إذا اتصلت بهاء هبوطها # من ميم مركزها بذالت الأجرع
علقت بها ثاء الثقيل فأصبحت # بين المعالم و الطلول الخضع
تبكي و قد نسيت عهودا بالحمى # بمدامع تهمي و لما تقلع
حتى إذا قرب المسير إلى الحمى # و دنا الرحيل إلى الفضاء الأوسع
و غدت تغرد فوق ذروة شاهق # و العلم يرفع كلّ من لم يرفع
و تعود عالمة بكلّ خفية # في العالمين فخرقها لم يرقع
فهبوطها إذا كان ضربة لازب # لتكون سامعة لما لم تسمع
فلأي شيء أهبطت من شاهق # سام إلى قعر الحضيض الأوضع
إن كان أهبطها الإله لحكمة # طويت عن الفطن اللبيب الأروع
أو عاقها الشرك الكثيف و صدّها # قفص عن الأوج الفسيح الأرفع
فكأنها برق تألّق بالحمى # ثم انطوى فكأنه لم يلمع
و كان الرئيس أبو علي نادرة عصره و علامة دهره و هو أحد فلاسفة المسلمين و له وصايا في الطب، كثيرة، نظما و نثرا فمن المنسوب إليه من ذلك:
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري جلد : 2 صفحه : 540