كعملس الذئي، و قد تقدم الكلام على الذئب في باب الذال المعجمة مستوفى قال الكميت:
و نسمع أصوات الفراعل حوله # يعاوين أولاد الذئاب الهقالسا
يعني حول الماء الذي ورده.
الهمج:
جمع همجة و هو ذباب صغار كالبعوض، يسقط على وجوه الغنم و الحمير و أعينها، اشتقوا من اسمه ما يؤكد به. فقالوا: همج هامج كقولهم: ليل لائل، و صيف صائف، و وتد واتد، و يوم أيوم، و جاهلية جهلاء، و يقال للرعاع من الناس الحمقى إنما هم الهمج.
قال علي رضي اللّه تعالى عنه: سبحان من أدمج قوائم الذرة و الهمجة. و قال لكميل بن زياد: يا كميل القلوب أوعية، و خيرها أوعاها للخير، و الناس ثلاثة: عالم رباني، و متعلم على سبيل نجاة، و همج رعاع أتباع كل ناعق.
و الرباني الراسخ في العالم بعلمه. و قال صاحب قوت القلوب، في تفسير قول علي كرم اللّه وجهه: هذا الهمج الفراش الذي يتهافت في النار، لجهله واحدته همجة، و الرعاع الخفيف الطياش الذي لا عقل له، يستفزه الطمع، و يستخفه الغضب، و يزدهيه العجب، و يستطيله الكبر. قال: ثم بكى علي و قال: هكذا يموت العلم بموت حامله انتهى كلامه.
الهمع:
بفتح الهاء و الميم: الصغير من الظباء خاصة.
الهمل:
بالتحريك الإبل بلا راع، مثل النفش إلا أن النفش لا يكون إلا ليلا، و الهمل يكون ليلا و نهارا. و يقال: إبل همل و هاملة و همال و هوامل، و تركتها هملا أي سدى، إذا أرسلتها ترعى ليلا و نهارا بلا راع. و في المثل: «اختلط المرعي بالهمل» [2] . و المرعى الذي له راع. قاله الجوهري. و ما أحسن ما صنع الطغرائي في ختمه لاميته بقوله:
ترجو البقاء بدار لا ثبات لها # فهل سمعت بظلّ غير منتقل
قد رشحوك لأمر لو فطنت له # فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل
أشار به إلى قوله تعالى [3] : أَ يَحْسَبُ اَلْإِنْسََانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً أي معطلا لا يؤمر و لا ينهى.
يقال: أسديت حاجتي أي ضيعتها وابل سدى، أي ترعى حيث شاءت بلا راع كذا فسره الثعلبي و غيره.