responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 53

و قال ابن عباس رضي اللّه تعالى عنهما: «عن يمين العرش نهر من نور، مثل السموات السبع و الأرضين السبع سبعين مرة، يدخله جبريل عليه السلام كل سحر فيغتسل فيه فيزداد نورا إلى نوره، و جمالا إلى جماله، و عظما إلى عظمه، ثم ينتفض فيخرج اللّه تعالى من كل ريشة سبعين ألف قطرة، فيخلق من كل قطرة سبعين ألف ملك، يدخل منهم كل يوم إلى البيت المعمور سبعون ألف ملك، و إلى الكعبة سبعون ألفا لا يعودون إلى يوم القيامة» . و قال الطبري: ما لا تعلمون ما أعد اللّه تعالى في الجنة لأهلها، مما لم تره عين، و لم تسمعه أذن، و لم يخطر على قلب بشر.

روينا في بعض الأخبار، عن الحارث بن الحكم، قال: أنزل اللّه تعالى في بعض الكتب:

أنا اللّه لا إله إلا أنا لو لا أني قضيت بالنتن على الميت، لحبسه أهله في البيوت، و أنا اللّه لا إله إلا أنا مرخص الأسعار و البلاد مجدبة، و أنا اللّه لا إله إلا أنا مغلي الأسعار و الأهراء ملأى، و أنا اللّه لا إله إلا أنا لو لا أني قضيت بالسوس على الطعام، لخزنته الملوك، و أنا اللّه لا إله إلا أنا لو لا أني أسكنت الأمل في القلوب، لأهلكها التفكر. و لما حرم عمرو بن هند على المتلمس‌ [1] حب العراق قال‌ [2] :

آليت حبّ العراق الدهر أطعمه # و الحبّ يأكله في القرية السوس‌

روى البيهقي، في شعبه عن ابن مسعود رضي اللّه تعالى عنه أنه قال: من استطاع منكم أن يجعل كنزه في السماء حيث لا يناله اللصوص و لا يأكله السوس فليفعل فإن قلب كل امرئ عند كنزه.

و حكى عن الشيخ العارف أبي العباس المرسي أن امرأة قالت له: كان عندنا قمح مسوس فطحناه فطحن السوس معه. و كان عندنا فول مسوس فدششناه فخرج السوس حيا فقال لها:

صحبة الأكابر تورث السلامة. قلت: و يقرب من هذا، ما حكاه ابن عطية في تفسير سورة الكهف، أن والده حدثه عن أبي الفضل الجوهري الواعظ بمصر، أنه قال في مجلس وعظه: من صحب أهل الخير عادت عليه بركتهم، هذا كلب صحب قوما صالحين فكان من بركتهم عليه أن ذكره اللّه تعالى في القرآن و لا يزال يتلى على الألسنة أبدا. و لذلك قيل: من جالس الذاكرين انتبه من غفلته، و من خدم الصالحين ارتفع بخدمته.

و من الفوائد المستغربة

، ما أخبرني به بعض أهل الخير أن أسماء الفقهاء السبعة، الذين كانوا بالمدينة الشريفة، إذا كتبت في رقعة و جعلت في القمح فإنه لا يسوس، ما دامت الرقعة فيه، و هم مجموعون في قول‌ [3] الأول:

ألا كلّ من لا يقتدي بأئمة # فقسمته ضيزى عن الحق خارجه

فخذهم عبيد اللّه عروة قاسم # سعيد أبو بكر سليمان خارجه‌

و أفادني بعض أهل التحقيق، أن أسماءهم إذا كتبت و علقت على الرأس، أو ذكرت عليه


[1] الملتمس: جرير بن عبد المسيح من بني ضبيعة و كان نديما لعمرو بن هند ملك الحيرة.

[2] الشعر و الشعراء 99.

[3] وفيات الأعيان: 1/283، من غير عزو.

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 53
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست