نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري جلد : 2 صفحه : 52
حجر اليرقان حجر السنونو، و لكن تصحف على صاحب عجائب المخلوقات، فقال: حجر الصنونو بالصاد، و الصواب أنه بالسين المهملة نسبة إلى هذا النوع من الخطاطيف، و قد أجاد جمال الدين بن رواحة في تشبيه السنونو بقوله:
و غريبة حنّت إلى وكر لها # فأتت إليه في الزمان المقبل
فرشت جناح الآبنوس و صفقت # بالعاج ثم تقهقهت بالصّندل [1]
و حكمه
: تقدم في باب الخاء المعجمة في الخطاف.
و من خواصه
: أن من أخذ عيني السنونة، و شدهما في خرقة و علقهما على سرير، فمن صعد ذلك السرير لم ينم. و إذا بخر بعينها العصافير هربت، و إذا بخر بها صاحب الحمى برئ بإذن اللّه تعالى.
السودانية و السوادية:
طائر يأكل العنب. قاله ابن سيده.
عجيبة
: حكي أن بمدينة رومية، شجرة نحاس، عليها سودانية من نحاس، في منقارها زيتونة، فإذا كان وقت الزيتون، صفرت تلك السودانية فلا يبقى في تلك النواحي سودانية إلا جاءت، و معها ثلاث زيتونات: في منقارها واحدة، و في رجليها اثنتان، حتى تطرحهن على رأس السودانية التي من النحاس، فيعصر أهل رومية ما يحتاجون إليه من الزيت عامهم كله. قلت:
الظاهر أن السودانية هي الزرزور، و قد تقدمت هذه الحكاية عن الشافعي رضي اللّه عنه، و هو يأكل العنب كثيرا.
الخواص
: لحم السودانيات بارد، يابس، رديء، لا سيما الهزيل، و أجوده صيد الأشراك، و هو يزيد في الإنعاظ لكنه يضر بالدماغ، و تدفع مضرته بالأمراق الرطبة و هو يولد خلطا حريفا يوافق الأمزجة الباردة و المشايخ، و أصلح ما أكل في الربيع، و يكره أكل لحمها لما تأكله من الحشرات و الجراد، و لذلك صار في لحمها حدة و روائح كريهة، و هو أردأ من لحم القنابر. و روفس يرتب الطير ثلاث مراتب و يقول: أفضل الطير البري الرخ و الشحرور و السماني ثم الحجل و الدراج و الطيهوج و الشفنين و فرخ الحمام و الفاخت ثم السلوى و القنابر. على أن القنابر بالدواء أشبه منها بالغذاء و اللّه أعلم.
السوذنيق:
الصقر قاله في كفاية المتحفظ.
السوس:
دود يقع في الصوف و الطعام. قاله الجوهري و غيره يقال طعام مسوس و مدود بكسر الواو فيهما قال الراجز:
قد أطعمتني دقلا حوليا # مسوسا مدودا حجريا
و قال قتادة و مجاهد، في قوله تعالى: وَ يَخْلُقُ مََا لاََ تَعْلَمُونَ[2] هو سوس الثياب، و دود الفاكهة.
[1] الآبنوس و الصّندل: ضربان من الأشجار التي تتميز بجودة الخشب.