نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري جلد : 2 صفحه : 503
بماء و ترش في بيت النمل، فإنه يذهب و لا يطلع، و هو: الحمد للّه باهيا شراهيا سأريكم باهيا شراهيا. و رأيت أيضا، في بعض المصنفات، أن يكتب على أربع شقف نيئات، و تجعل في أربع أركان المكان الذي فيه النمل، فإن النمل يرحل و ربما مات، و هو وَ إِذْ قََالَتْ طََائِفَةٌ مِنْهُمْ: يََا أَهْلَ يَثْرِبَ لاََ مُقََامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا[1] لا تسكنوا في منزلنا فتفسدوا، اَللََّهَ لاََ يُصْلِحُ عَمَلَ اَلْمُفْسِدِينَ[2] ، أَ لَمْ تَرَ إِلَى اَلَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيََارِهِمْ وَ هُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ اَلْمَوْتِ فَقََالَ لَهُمُ اَللََّهُ مُوتُوا[3] فماتوا كذلك يموت النمل من هذا المكان و يذهب بقدرة اللّه.
و مما جرب أيضا فوجدناه نافعا أن يكتب على لوح ما عز و يوضع على قرية النمل، فإنه يرحل و هو: ق و ل ه ا ل ح ق و ل ه ا ل م ل ك اللّه اللّه اللّه و ما لنا أن لا نتوكل على اللّه و قد هدانا سبلنا، و لنصبرن على ما آذيتمونا، و على اللّه فليتوكل المتوكلون. قََالَتْ نَمْلَةٌ: يََا أَيُّهَا اَلنَّمْلُ اُدْخُلُوا مَسََاكِنَكُمْ لاََ يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمََانُ وَ جُنُودُهُ وَ هُمْ لاََ يَشْعُرُونَ [4] ، اهيا اهيا شراهيا أدونائى آل شدائى ارحل أيها النمل من هذا المكان بحق هذه الأسماء و بألف لا حول و لا قوة إلا باللّه العلي العظيم ف ق ج م م خ م ت.
و من المجربات أيضا أنك إذا كان لك حلواء أو عسل أو سكر أو ما هو شبيه بذلك و كان في إناء، و مررت بيديك على شفته، و قلت: هذا لوكيل القاضي، أو هذا لرسول القاضي، أو هذا لغلام القاضي. فإن النمل لا يقربه، و قد فعل ذلك مرارا و شوهد فلا يصل الذر إليه.
الحكم
: يكره أكل ما حملته النمل بفيها و قوائمها، لما روى الحافظ أبو نعيم في الطب النبوي، عن صالح بن خوات بن جبير، عن أبيه عن جده رضي اللّه تعالى عنه، أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم «نهى أن يؤكل ما حملت النمل بفيها و قوائمها» ، و يحرم أكل النمل لورود النهي عن قتله، و قد تقدم.
و نقل الرافعي في البيع، وجها عن أبي الحسن العبادي أنه يجوز بيع النمل بعسكر مكرم، لأنه يعالج به السكر، و بنصيبين لأنه يعالج به العقارب الطيارة، و عسكر مكرم قرية من قرى الأهواز و السكر بفتح السين و الكاف و مراده بالعقارب الطيارة الجراد.
الأمثال
: قالوا: «ما عسى أن يبلغ عض النمل» [5] ، يضرب لمن لا يبالي بوعيده، و قالوا:
«أحرص من نملة» و «أروى [6] من نملة» لأنها تكون في الفلوات فلا تشرب ماء و قالوا: «أضعف و أكثر [7] و أقوى [8] من النمل» .
و حكي أن رجلا قال لبعض الملوك: جعل اللّه قوتك مثل قوة النمل، فأنكر عليه فقال: ليس من الحيوان ما يحمل ما هو أكبر منه إلا النملة، و قد أهلك اللّه بالنمل أمة من الأمم و هي جرهم.
و في سيرة ابن هشام، في غزوة حنين عن جبير بن مطعم رضي اللّه تعالى عنه، أنه قال: لقد