responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 502

و قد قيل: إنما كان تبسم سليمان سرورا بهذه الكلمة منها، و لذلك أكد التبسم بقوله:

ضاحكا، إذ قد يكون التبسم من غير ضحك و لا رضا، أ لا تراهم يقولون: تبسم تبسّم الغضبان، و تبسم تبسم المستهزئ، و تبسم تبسم الضحك، و تبسم الضحك، إنما هو من سرور و لا يسر نبي بأمر دنيا، و إنما يسر بما كان من أمر الدين فقولها: و هم لا يشعرون إشارة إلى الدين و العدل انتهى.

فائدة أخرى‌

: روى أبو داود و الحاكم و صححه، أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال للشفاء بنت عبد اللّه:

«علمي حفصة رقية النملة كما علمتها الكتابة» [1] . و في صحيح مسلم‌ [2] ، أن النبي صلى اللّه عليه و سلم أرخص في الرقية من النملة، و النملة قروح تخرج في الجنب من البدن، و رقيتها شي‌ء كانت تستعمله النساء، يعلم كل من سمعه أنه كلام لا يضر و لا ينفع، و هو أن يقال: العروس تحتفل و تختضب و تكتحل، و كل شي‌ء تفتعل، غير أن لا تعصي الرجل، أراد النبي صلى اللّه عليه و سلم بهذا المقال تأنيب حفصة، لأنه ألقى إليها سرا فأفشته. فكان هذا من لغو الكلام و مزاحه. كقوله صلى اللّه عليه و سلم للعجوز: «لا تدخل الجنة عجوز» [3] .

و رأيت في بعض الكتب، بخط بعض الأئمة الحفاظ، أن رقية النملة أن يصوم راقيها ثلاثة أيام متوالية، ثم يرقيها بكرة كل يوم من الثلاثة، عند طلوع الشمس، فيقول: اقسطري و انبرجي فقد نوه بنوه بربطش ديبقت اشف أيها الجرب بألف لا حول و لا قوة إلا باللّه العلي العظيم.

و يكون في إصبعه زيت طيب، يمسح به عليها و يتفل على الموضع عقب الرقية قبل المسح بالزيت فافهم.

روى الدارقطني و الحاكم عن أبي هريرة رضي اللّه تعالى عنه أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: «لا تقتلوا النملة فإن سليمان عليه السلام خرج ذات يوم يستسقي، فإذا هو بنملة مستلقية على قفاها رافعة قوائمها، تقول: اللهم إنا خلق من خلقك، لا غنى لنا عن فضلك، اللهم لا تؤاخذنا بذنوب عبادك الخاطئين، و اسقنا مطرا تنبت لنا به شجرا، و تطعمنا به ثمرا، فقال سليمان لقومه: ارجعوا فقد كفيتم و سقيتم بغيركم» .

فوائد

: قال الخلال: أخبرنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا أبي قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال: حدثنا أبو عبد اللّه الكواز قال: حدثتني حبيبة مولاة الأحنف بن قيس، أن الأحنف بن قيس رآها تقتل نملة فقال: لا تقتليها، ثم دعا بكرسي فجلس عليه، فحمد اللّه تعالى و أثنى عليه ثم قال: إني أحرج عليكن إلا خرجتن من داري فاخرجن فإني أكره أن تقتلن في داري، قال: فخرجن فما رؤي فيه منهن بعد ذلك اليوم واحدة. قال عبد اللّه بن الإمام أحمد: رأيت أبي فعل ذلك حرج على النمل، و أكثر علمي أنه جلس على كرسي كان يجلس عليه لوضوء الصلاة، ثم رأيت النمل قد خرجن من بعد ذلك كبار سود فلم أرهن بعد ذلك.

و رأيت بخط بعض المشايخ لإذهاب النمل أن يكتب في إناء نظيف. هذه الأسماء، و تغسل


[1] رواه أبو داود: طب 18. و ابن حنبل 6-372.

[2] رواه مسلم: سلام 57، 58. و الترمذي طب 15.

[3] الحديث لا يعني أن المرأة المسلمة المسنّة لا تدخل الجنة، بل المراد أنها لا تكون في الجنة إلا و هي شابة.

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 502
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست