responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 50

فقال شريح: اذهبا به إلى أمه فإن استقرت و استمرت و درت، فهو سنورك، و إن هي اقشعرت و ازبأرت و هربت فليست بسنورك.

الحكم‌

: الأصح تحريم أكل السنور الأهلي و الوحشي، لما روي في الحديث المتقدم، أنه سبع. و روى البيهقي و غيره، عن أبي الزبير، عن جابر رضي اللّه تعالى عنه قال: [1] «نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن أكل الهرة و أكل ثمنها» . و في صحيح مسلم و مسند الإمام أحمد و سنن أبي داود أن النبي صلى اللّه عليه و سلم «نهى عن بيع السنور» [2] . فقيل: محمول على الوحشي الذي لا نفع فيه. و قيل:

نهي تنزيه حتى يعتاد الناس هبته و إعارته، كما هو الغالب فإن كان مما ينفع و باعه صح البيع، و كان ثمنه حلالا. هذا مذهبنا و مذهب العلماء كافة، إلا ما حكى ابن المنذر، عن أبي هريرة و طاوس و مجاهد و جابر بن زيد أنه لا يجوز بيعه محتجين بهذا الحديث. و أجاب الجمهور عن الحديث، بأنه محمول على ما ذكرناه، و هذا هو المعتمد. و أما ما ذكره الخطابي و أبو عمر بن عبد البر، أن الحديث ضعيف، فليس كما قالا، بل الحديث صحيح كما تقدم. و قول ابن عبد البر لم يروه عن أبي الزبير غير حماد بن سلمة، غلط أيضا، لأن مسلما رواه في صحيحه من رواية معقل عن عبيد اللّه عن أبي الزبير، فهذان ثقتان روياه عن أبي الزبير، و هو ثقة. و رواه ابن ماجة عن ابن لهيعة عن أبي الزبير و لا يضره ذلك. و سيأتي في باب الهاء، إن شاء اللّه تعالى الإشارة إلى هذا أيضا، في لفظ الهرة، و اختلفت الرواية عن الإمام أحمد في سنور البر، و أكثر الروايات على تحريمه كالثعلب. و بحله قال الحضرمي من أصحابنا، و هو مذهب مالك و أما الأهلي فحرام عند أبي حنيفة، و مالك و أحمد و اختار البوشنجي من أصحابنا الحل و الأصح تحريمه كما تقدم.

الأمثال‌

: قالوا «أثقف من سنور» [3] . و الثقف الأخذ بسرعة. يقال: رجل ثقف لقف، أي سريع الاختطاف. و قالوا: «كأنه سنور عبد اللّه» يضرب لمن لا يزيد سنا، إلا زاد نقصانا و جهلا و فيه قال بشار بن برد الأعمى‌ [4] :

أبا مخلف ما زلت نباح غمرة # صغيرا فلما شبت خيمت بالشاطى‌ [5]

كسنور عبد اللّه بيع بدرهم # صغيرا فلما شبّ بيع بقيراط

لكنه مثل مولد ليس من كلام العرب. و قال ابن خلكان: و لقد كشفت عن سنور عبد اللّه المظان، و سألت عنه أهل المعرفة بهذا الشأن، فما عرفت له خبرا و لا عثرت له على أثر. ثم إني ظفرت بقول الفرزدق‌ [6] :


[1] رواه الترمذي: بيوع 49، و ابن ماجة: صيد 20.

[2] رواه أبو داود: بيوع 62، و ابن حنبل 3-297.

[3] جمهرة الأمثال: 1/239.

[4] بشار بن برد العقيلي، أبو معاذ أشعر المولدين في العصر العباسي، مات تحت الضرب سنة 167 هـ.

[5] البيتان في ديوان بشار: 550.

[6] الفرزدق: همّام بن غالب بن صعصعة، من مشاهير شعراء العصر الأموي، له نقائض مع جرير الشاعر و الأخطل. مات سنة 110 هـ.

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 50
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست