responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 49

باب المدينة فإذا عليها ملكان فيأخذان بأرجلهما و يسحبانهما إلى أرض المحشر، فهما آخر الناس حشرا» .

غريبة

: قيل: كان لركن الدولة سنور يألف مجلسه، و كان بعض أصحابه، إذا أراد الاجتماع به فيعسر عليه ذلك، كتب حاجته في رقعة و علقها في عنق السنور، فيراها ركن الدولة فيأخذ الرقعة و يقرؤها، و يكتب جوابها، عليها ثم يشدها في عنق السنور، فيرجع بها إلى صاحبها. و قيل: إن أهل سفينة نوح عليه السلام تأذوا من الفأر فمسح نوح عليه السلام جبهة الأسد فعطس، فرمى بالسنور فلذلك هو أشبه شي‌ء بالأسد، بحيث لا يمكن أن يصور الهر إلا جاء أسدا، و هو ظريف لطيف يمسح بلعابه وجهه، و إذا تلطخ شي‌ء من بدنه نظفه، و هو في آخر الشتاء تهيج شهوته، فيتألم ألما شديدا من لذع مادة النطفة فلا يزال يصيح حتى يلقي تلك المادة.

و إذا جاعت الأنثى أكلت أولادها، و قيل: إنها تفعل ذلك لشدة محبتها لهم و أنشد [1] الجاحظ:

جاءت مع الاشفين في هودج # تزجى إلى النصرة أجنادها

كأنها في فعلها هرة # تريد أن تأكل أولادها

معنى تزجي تسوق قال اللّه تعالى: أَ لَمْ تَرَ أَنَّ اَللََّهَ يُزْجِي سَحََاباً [2] أي يسوق سحابا.

و إذا بال السنور ستر بوله حتى لا يشم رائحته الفأر فيهرب، فيشمه أولا، فإذا وجد رائحته شديدة، غطاه بحيث يواري الرائحة و الجرم، و إلا اكتفى بأيسر التغطية. قالوا: و الفأرة تعرف رجيع السنور، و ذكر الزمخشري أن اللّه تعالى ألهم الهرة ذلك، ليتنبه بذلك قاضي الحاجة من الناس فيغطي ما يخرج منه. و إذا ألف السنور منزلا، منع غيره من السنانير الدخول إلى ذلك المنزل، و حاربه أشد محاربة و هو من جنسه، علما منه بأن أربابه ربما استحسنوه و قدموه عليه، أو شاركوا بينه و بينه في المطعم، و إن أخذ شيئا مما يخزنه أصحاب المنزل عنه هرب علما منه بما يناله منهم من الضرب. و إذا طردوه تملقهم و تمسح بهم، علما منه بأنه يخلصه التملق و يحصل له العفو و الإحسان. و قد جعل اللّه تعالى في قلب الفيل الفرق منه، فهو إذا رأى سنورا هرب. و حكي أن جماعة من أهل الهند هزموا بذلك.

و السنور ثلاثة أنواع: أهلي، و وحشي، و سنور الزباد. و كل من الأهلي و الوحشي له نفس غضوبة يفترس و يأكل اللحم الحي و يناسب الإنسان في أمور: منها أنه يعطس و يتثاءب و يتمطى و يتناول الشي‌ء بيده، و تحمل الأنثى في السنة مرتين، و مدة حملها خمسون يوما. و الوحشي حجمه أكبر من حجم الأهلي قال الجاحظ: قال العلماء: اتخاذ السنور و تربيته مستحبة. و ذكر القزويني في الاشكال، عن ابن الفقيه، أن لبعض السنابير أجنحة كأجنحة الخفافيش من أصل الأذن إلى الذنب، فإن صح ذلك فالظاهر أنه كالسنور البري، عملا بالمشاكلة. و قال مجاهد: جاء رجل إلى شريح القاضي، يخاصم آخر في سنور فقال: بينتك؟قال: ما أجد بينة في سنور ولدته أمه عندنا.


[1] البيتان في الحيوان للجاحظ: 1/197 و نسبهما إلى السيد بن محمد الحميري.

[2] سورة النور: آية 43.

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 49
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست