responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 491

أصبحت لا أحمل السلاح و لا # أملك رأس البعير إن نفرا

أي لا أضبطه و قوله‌ [1] تعالى: وَ اَلَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَ يَأْكُلُونَ كَمََا تَأْكُلُ اَلْأَنْعََامُ قال ثعلب:

معناه لا يذكرون اللّه على طعامهم و لا يسمعون، كما أن الأنعام لا تفعل ذلك.

روى الشيخان و غيرهما، من حديث سهل بن سعد رضي اللّه تعالى عنه، أن النبي صلى اللّه عليه و سلم، قال لعلي رضي اللّه تعالى عنه: «لأن يهدي اللّه بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم» [2] . و هذا يدل على فضل العلم و التعليم و شرف منزلة أهله، بحيث إنه إذا اهتدى به رجل واحد لا يعلم العلم، كان ذلك خيرا له من حمر النعم، و هي خيارها و أشرفها عند أهلها، فما الظن بمن يهتدي به كل يوم طوائف من الناس.

و النعم كثيرة الفائدة، سهلة الانقياد، ليس لها شراسة الدواب، و لا نفرة السباع، و لشدة حاجة الناس إليها، لم يخلق اللّه سبحانه و تعالى لها سلاحا شديدا، كأنياب السباع و براثنها، و أنياب الحشرات و ابرها، و جعل من شأنها الثبات و الصبر على التعب و الجوع و العطش. و خلقها ذلولا تقاد بالأيدي، كما قال‌ [3] تعالى: وَ ذَلَّلْنََاهََا لَهُمْ فَمِنْهََا رَكُوبُهُمْ وَ مِنْهََا يَأْكُلُونَ و جعل اللّه تعالى قرنها سلاحا لها، لتأمن به من الأعداء، و لما كان مأكلها الحشيش، اقتضت الحكمة الإلهية أن جعل له أفواها واسعة، و أسنانا حدادا، و أضراسا صلابا، لتطحن بها الحب و النوى.

فائدة

: جعل اللّه تعالى الأنعام رفقا بالعباد و نعمة عددها عليهم و منفعة بالغة، قال اللّه تعالى: وَ ذَلَّلْنََاهََا لَهُمْ فَمِنْهََا رَكُوبُهُمْ وَ مِنْهََا يَأْكُلُونَ، `وَ لَهُمْ فِيهََا مَنََافِعُ وَ مَشََارِبُ أَ فَلاََ يَشْكُرُونَ [4]

فكان أهل الجاهلية يقطعون طريق الانتفاع، و يذهبون نعمة اللّه فيها، و يزيلون المنفعة و المصلحة التي للعباد فيها بفعلهم الخبيث.

قال اللّه تعالى: مََا جَعَلَ اَللََّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَ لاََ سََائِبَةٍ وَ لاََ وَصِيلَةٍ وَ لاََ حََامٍ [5] فلفظ جعل في الآية لا يتجه أن يكون بمعنى خلق، لأن اللّه تعالى خلق هذه الأشياء كلها، و لا بمعنى صير لعدم المفعول الثاني، و إنما هو بمعنى ما سن و لا شرع، و لذلك تعدت إلى مفعول واحد.

و البحيرة هي الناقة، كانت إذا ولدت خمسة أبطن بحروا أذنها، أي شقوها و حرموا ركوبها، و الحمل عليها، و لم يجزوا و برها، و تركوها تأكل حيث شاءت لا تطرد عن ماء و لا كلأ، ثم نظروا إلى خامس ولدها، فإن كان ذكرا نحروه فأكله الرجال و النساء، و إن كان أنثى بحروا أذنها أي شقوها و تركوها، و حرّموا على النساء لبنها و منافعها. و كانت منافعها للرجال خاصة، فإذا ماتت حلت للرجال و النساء، و قيل: كانت الناقة إذا تابعت اثنتي عشرة إناثا سيبت، فلم تركب ظهورها، و لم يجز و برها و لم يشرب لبنها إلا ضيف. فما نتجت بعد ذلك من أنثى بحر أذنها، أي شق ثم خلى سبيلها مع أمها في الإبل، فلم تركب و لم يجز و برها، و لم يشرب لبنها إلا ضيف، كما


[1] سورة محمد: آية 12.

[2] رواه البخاري: جهاد 143، فضائل أصحاب النبي 62. مغازي 38، أطعمة 1. و مسلم: فضائل 35.

[3] سورة يس: آية 72، 73.

[4] سورة يس: آية 72، 73.

[5] سورة المائدة: آية 103.

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 491
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست