responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 477

الأمثال‌

: قالوا: «أعمر من نسر» [1] و قالوا: «أتى الأبد على لبد» [2] و هذا اللبد الذي هو آخر نسور لقمان بن عاد.

و كان لقمان بن عاد الأصغر، قد سيره قومه، و هم عاد الذين ذكرهم اللّه في كتابه العزيز، إلى الحرم يستسقي لهم، و معه رهط من قومه، فلما قدموا مكة نزلوا على معاوية بن بكر، و هو بظاهر مكة خارج الحرم، فأنزلهم و أكرمهم، و كانوا أخواله و أصهاره، فأقاموا عنده شهرا، و كان مسيرهم شهرا. فلما رأى معاوية بن بكر طول مقامهم، و قد بعثهم قومهم يتغوثون لهم، من البلاء الذي أصابهم، شق ذلك عليه، فقال: هلك أخوالي و أصهاري، و هؤلاء مقيمون عندي، و هم ضيفي، و اللّه ما أدري كيف أصنع بهم. فشكا ذلك من أمرهم إلى قينتيه الجرادتين فقالتا: قل شعرا لا يدرون من قاله، لعل ذلك يحركهم!فقال شعرا يؤنبهم فيه و يذكرهم الأمر الذي وفدوا لأجله، فلما غنتهم الجرادتان شعره، قال بعضهم لبعض: إنما بعثكم قومكم يتغوثون بكم من البلاء الذي نزل بهم و قد أبطأتم عليهم، فادخلوا هذا الحرم فاستسقوا لقومكم.

فقال مرثد بن سعد، و كان قد آمن بهود عليه الصلاة و السلام سرا: إنكم و اللّه لا تسقون بدعائكم، و لكن إن أطعتم نبيكم، و أنبتم إلى ربكم سقيتم. فأظهر إسلامه عند ذلك، و قال شعرا يذكر فيه إسلامه. فقالوا لمعاوية بن بكر: احبس عنا مرثد بن سعد، فلا يقدمن معنا مكة، فإنه قد اتبع دين هود و ترك ديننا.

ثم خرجوا إلى مكة يستسقون لعاد، فلما ولوا إلى مكة خرج مرثد بن سعد من منزل معاوية بن بكر، حتى أدركهم قبل أن يدعوا اللّه بشي‌ء مما خرجوا له، فلما انتهى إليهم، قام يدعو اللّه، و وفد عاد يدعون. فقال: اللهم أعطني سؤلي وحدي و لا تدخلني في شي‌ء مما يدعوك به وفد عاد.

و كان قيل بن عتر رأس وفد عاد، فقال وفد عاد: اللهم اعط ما سألك، و اجعل سؤلنا مع سؤله. فقال قيل: يا إلهنا إن كان هود صادقا، فاسقنا فإنا قد هلكنا. فأنشأ اللّه سحائب ثلاثا:

بيضاء و حمراء و سوداء. ثم ناداه مناد من السحاب: يا قيل، اختر لنفسك و قومك من هذه السحائب، فقال قيل: اخترت السحابة السوداء، فإنها أكثر السحائب ماء، فناداه مناد: اخترت رمادا رمدا لا يبقي من آل عاد أحدا.

و ساق اللّه السحابة السوداء التي اختارها قيل، بما فيها من النقمة، إلى عاد حتى خرجت عليهم من واد يقال له المغيث، فلما رأوها استبشروا و قالوا: هذا عارض ممطرنا، يقول اللّه عز و جل: بَلْ هُوَ مَا اِسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهََا عَذََابٌ أَلِيمٌ الآية [3] .

و كان أول من أبصر ما فيها، و عرف أنها ريح مهلكة، امرأة من عاد، يقال لها مهدو، فلما تبينت ما فيها صاحت ثم صعقت، فلما أفاقت، قالوا لها: ما ذا رأيت؟قالت: رأيت ريحا فيها كشهب النار، أمامها رجال يقودونها فسخرها اللّه عليهم سبع ليال و ثمانية أيام حسوما فلم تدع من عاد أحدا إلا أهلكته. و اعتزل هود و من معه من المؤمنين في حظيرة، ما يصيبه و من معه، من


[1] جمهرة الأمثال: 2/66.

[2] جمهرة الأمثال: 1/105.

[3] سورة الأحقاف: آية 24.

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 477
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست