نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري جلد : 2 صفحه : 454
النبي صلى اللّه عليه و سلم في بعض أسفاره، و امرأة من الأنصار على ناقة فلعنتها، فسمع ذلك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقال [1] : «خذوا ما عليها و دعوها فإنها ملعونة» . قال عمران: فكأني أراها الآن ورقاء تمشي في الناس، ما يعرض لها أحد. و في رواية: لا تصحبنا ناقة عليها لعنة اللّه. قال ابن حبان: إنما أمر صلى اللّه عليه و سلم بإرسالها، لأنه عليه السلام تحقق إجابة الدعوة فيها، فمتى علم استجابة الدعاء من لاعن ما أمرناه بإرسال دابته، و لا سبيل إلى علم هذا لانقطاع الوحي فلا يجوز استعمال هذا الفعل لأحد أبدا. و قيل: إنما قال صلى اللّه عليه و سلم هذا زجرا لها و لغيرها. و قد كان سبق نهيها و نهي غيرها عن اللعن، فعوقبت بإرسال الناقة. و المراد النهي عن مصاحبته لتلك الناقة في الطريق.
و أما بيعها و ذبحها و ركوبها في غير تلك الطريق، و غير ذلك من التصرفات، التي كانت جائزة قبل هذا فهي باقية على الجواز، لأن النهي إنما ورد في المصاحبة، فيبقى الباقي كما كان.
و الورقاء بالمد التي يخالط بياضها سواد، و الذكر أورق.
و قد ورد في النهي عن اللعن أحاديث، منها ما روى مسلم في صحيحه عن أبي الدرداء رضي اللّه تعالى عنه أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: «لا يكون اللعانون شفعاء و لا شهداء يوم القيامة» . و فيه أيضا عن أبي هريرة رضي اللّه تعالى عنه أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال [2] : «لا ينبغي لصديق أن يكون لعانا» .
و في رواية [3] الترمذي عن ابن مسعود رضي اللّه تعالى عنه أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: «ليس المؤمن بالطعان و لا باللعان و لا الفاحش و لا البذي» .
و في سنن أبي داود عن أبي الدرداء رضي اللّه تعالى عنه، أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: «إن العبد إذا لعن شيئا صعدت اللعنة إلى السماء، فتغلق أبواب السماء دونها، فتهبط إلى الأرض فتغلق أبوابها دونها، ثم تأخذ يمينا و شمالا، فإذا لم تجد مساغا رجعت إلى الذي لعن، فإن كان أهلا لذلك نزلت عليه و إلا رجعت إلى قائلها» . و في شعب البيهقي، أن عبد اللّه بن أبي الهذيل كان إذا لعن شاة لم يشرب من لبنها، و إذا لعن دجاجة لم يأكل من بيضها.
فائدة
: و أما قوله تعالى: نََاقَةُ اَللََّهِ*[4] فهو إضافة خلق إلى خالق تشريفا و تخصيصا، قيل:
إن صالحا عليه الصلاة و السلام أتى بالناقة من قبل نفسه، و قال الجمهور: بل سألوه أن يدعو ربه أن يخرج لهم آية من صخرة يقال لها الكائبة ناقة عشراء، فدعا اللّه فانشقت عن ناقة عظيمة، يروى أنها كانت حاملا، فولدت و هم ينظرون إليها سقبا قدرها، فعقرها قدار بن سالف، و هو أشقى الأولين. فَتَعََاطىََ فَعَقَرَ[5] أي قام على أطراف أصابع رجليه، ثم رفع يديه فضربها.
روي أن سيد ثمود جندع بن عمرو قال: يا صالح أخرج لنا من هذه الصخرة، لصخرة منفردة في ناحية الحجر، يقال لها الكائبة، ناقة مخترجة جوفاء و براء عشراء. فصلى صالح ركعتين، و دعا ربه، فتمخضت الصخرة تمخض النتوج بولدها، ثم تحركت فانصدعت عن ناقة مخترجة