responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 455

جوفاء و براء و عشراء، كما وصفوا، لا يعلم ما بين جنبيها عظما إلا اللّه تعالى، و هم ينظرون ثم نتجت سقبا مثالها في العظم فآمن به جندع بن عمرو و رهط من قومه. فقال لهم صالح عليه السلام: هذه ناقة اللّه لها شرب يوم و لكم شرب يوم معلوم. فمكثت الناقة، و معها سقبها في أرض ثمود، ترعى الشجر و تشرب الماء و كانت ترد الماء غبا، فإذا كان يوم شربها، وضعت رأسها في بئر في الحجر، يقال لها بئر الناقة لا ترفع رأسها حتى تشرب كل ما فيها، فلا تدع فيها قطرة، ثم ترفع رأسها فتتفحج لهم، فيحلبون منها ما شاءوا من لبن، فيشربون و يدخرون و يملئون أوانيهم كلها. ثم تصدر من غير الفج الذي وردت منه، لأنها لا تقدر أن تصدر من حيث جاءت. فإذا كان الغد كان يومهم، فيشربون من الماء ما شاءوا، أو يدخرون ما شاءوا فهم من ذلك في بر ودعة.

و كانت الناقة تصيف، إذا كان الحر، بظهر الوادي، فتهرب منها المواشي إلى بطن الوادي، في حره و جدبه، و تشتو إذا كان الشتاء ببطن الوادي، فتهرب مواشيهم إلى ظهر الوادي في البرد و الجدب، فأضر ذلك بمواشيهم للبلاء و الاختبار، فكبر ذلك عليهم فعتوا عن أمر ربهم، و حملهم ذلك على عقر الناقة، فعقرها قدار بن سالف، و هو أشقى الأولين. و كان أحمر أزرق قصيرا ملتزق الخلق، و اسم أمه قديرة. روي أنه ولد على فراش سالف، و لم يكن من ظهره، فدعته امرأة يقال لها عنيزة، و كانت عجوزا مسنة، و كانت ذات بنات حسان، و ذات مال من إبل و بقر و غنم.

و كان قدار عزيزا منيعا في قومه، فقالت له: أعطيك أي بناتي شئت، على أن تعقر الناقة.

فانطلق قدار فكمن لها في أصل شجرة على طريقها، فلما مرت به شد عليها بالسيف فعقرها، فذلك قوله‌ [1] تعالى: فَتَعََاطى‌ََ فَعَقَرَ أي قام على أطراف أصابع رجليه، ثم رفع يديه فضربها، فجرت و رغت رغاءة واحدة تحذر سقبها، فانطلق السقب حتى أتى جبلا منيعا، يقال له صنو.

و أتى صالح عليه السلام فقيل له: أدرك الناقة، فقد عقرت، فأقبل و خرجوا يتلقونه يعتذرون إليه. و يقولون له: يا نبي اللّه إنما عقرها فلان، لا ذنب لنا. فقال: انظروا هل تدركون فصيلها، فإن أدركتموه فعسى أن يرفع عنكم العذاب، فخرجوا يطلبونه، فلما رأوه على الجبل ذهبوا ليأخذوه، فأوحى اللّه إلى الجبل فتطاول في السماء حتى ما يناله الطير.

و قدار بضم القاف ثم دال مهملة مخففة ثم ألف ثم راء مهملة هكذا ذكره جميع أهل التواريخ و غيرهم. و وقع في المهذب، في باب الهدنة، أن اسمه العيزار بن سالف، و هو وهم بلا خلاف. و كان عقر الناقة يوم الأربعاء، فأصبحوا يوم الخميس و وجوههم مصفرة، كأنما طليت بالخلوق، صغيرهم و كبيرهم ذكرهم و أنثاهم فأيقنوا بالعذاب، و كان صالح عليه الصلاة و السلام قد أخبرهم بذلك. و خرج هاربا منهم فشغلهم عنه ما نزل بهم، من عذاب اللّه، فجعل بعضهم يخبر بعضا ما يرون في وجوههم، فلما أمسوا صاحوا بأجمعهم ألا قد مضى يوم من الأجل، فلما أصبحوا يوم الجمعة إذا وجوههم محمرة، كأنما خضبت بالدماء، فلما أمسوا صاحوا بأجمعهم ألا قد مضى يومان من الأجل، فلما أصبحوا يوم السبت إذا وجوههم مسودة كأنما طليت بالقار، فلما


[1] سورة القمر: آية 29.

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 455
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست