responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 340

ثم اضطجع عليه و قال: أنا أبو حسن القرم، و اللّه لا أبرح من مكاني حتى يرجع إليكما ابناكما، فلما رجعا قالا: ذهبنا إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم فقلنا: يا رسول اللّه أنت أبر الناس، و أوصل الناس، و قد بلغنا النكاح، و قد جئنا لتؤمرنا على بعض هذه الصدقات، فنؤدي إليك ما يؤدي الناس، و نصيب ما يصيبون. فسكت صلى اللّه عليه و سلم طويلا، ثم قال‌ [1] : «إن الصدقة لا تنبغي لآل محمد، إنما هي أوساخ الناس، ادعوا محمئة بن جزء و نوفل بن الحارث بن عبد المطلب» . قالا: فجاءاه، فقال لمحمئة:

«أنكح الفضل ابنتك» فأنكحه، و قال لنوفل بن الحارث: «أنكح عبد المطلب ابنتك» . فأنكحه.

و قال لمحمئة: «أصدق عنهما من الخمس كذا و كذا» . و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم استعمله على الأخماس انتهى.

ملخصا قوله أنا أبو حسن القرم، هو بتنوين حسن، و القرم مرفوع، قال ذلك لأجل الذي كان عنده من علم ذلك. و كان رضي اللّه تعالى عنه يقول هذه الكلمة عند الأخذ في بيان قضية تشكل على غيره، و هو يعرفها. و لذلك جرى كلامه هذا مجرى المثل، حتى قالوا: «قضية و لا أبا حسن لها» ، أي هذه قضية مشكلة و ليس هناك من يبينها، كما كان يفعل أبو الحسن رضي اللّه تعالى عنه، الذي هو علي بن أبي طالب.

القرة:

بالضم الضفدعة قاله الجوهري رحمه اللّه تعالى.

القسورة:

الأسد، قال اللّه تعالى: كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ `فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ [2] . روى البزار بإسناد صحيح عن أبي هريرة رضي اللّه تعالى عنه، أنه قال: القسورة الأسد، قال الشاعر:

مضمر يحذره الأبطال # كأنه القسورة الرئبال‌

و روى ابن طبرزذ، بإسناده إلى الحكم بن عبد اللّه بن خطاب عن الزهري عن أبي واقد، قال: لما نزل عمر بن الخطاب رضي اللّه تعالى عنه الجابية، أتاه رجل من بني تغلب، يقال له روح بن حبيب بأسد في تابوت، حتى وضعه بين يديه، فقال رضي اللّه تعالى عنه: أ كسرتم له نابا أو مخلبا؟ قالوا: لا. قال: الحمد للّه سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول: «ما صيد مصيد إلا بنقص في تسبيحه» .

يا قسورة اعبد اللّه، ثم خلى سبيله.

و قد تقدم في باب الغين المعجمة، أنه روي عن أبي بكر الصديق رضي اللّه تعالى عنه مثل ذلك في الغراب. و قال ابن عباس رضي اللّه تعالى عنهما في القسورة: هو بلسان العرب الأسد، و بلسان الحبشة القسورة، و بلسان فارس سير، و بلسان النبط أرنا. و قيل القسورة فعولة من القسر، و هو القهر، سمي الأسد بذلك لأنه يقهر السباع، و قال ابن جبير: القسورة رجال القنص، و قيل القسورة الرجال الشداد، و قال ثعلب: القسورة سواد أول الليل خاصة لا آخره، و المعنى فرت من ظلمة الليل و لا شي‌ء أشد نفارا من حمر الوحش. و اللفظة مأخوذة من القسر الذي هو الغلبة و القهر.


[1] رواه مسلم: زكاة 167، 168. أبو داود: إمارة 20. النسائي: زكاة 95.

[2] سورة المدثر: آية 50.

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 340
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست