responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 336

مات الرجل خلفه على زوجته بعده أكبر بنيه من غيرها.

كذا قاله السهيلي رحمه اللّه تعالى، تبعا للزبير بن بكار. قال: و لذلك قال اللّه عز و جل:

وَ لاََ تَنْكِحُوا مََا نَكَحَ آبََاؤُكُمْ مِنَ اَلنِّسََاءِ إِلاََّ مََا قَدْ سَلَفَ [1] أي من تحليل ذلك قبل الإسلام.

و فائدة الاستثناء هنا لئلا يعاب نسب النبي صلى اللّه عليه و سلم و ليعلم أنه صلى اللّه عليه و سلم، لم يكن في أجداده نكاح سفاح.

أ لا ترى أنه لم يقل في شي‌ء نهى عنه في القرآن نحو: وَ لاََ تَقْرَبُوا اَلزِّنى‌ََ [2] وَ لاََ تَقْتُلُوا اَلنَّفْسَ [3] و لا في شي‌ء من المعاصي التي نهى عنها، إلا ما قد سلف إلا في هذه الآية. و في الجمع بين الأختين، فإن الجمع بينهما كان مباحا في شرع من قبلنا، و قد جمع يعقوب عليه الصلاة و السلام بين الأختين و هما راحيل وليا، فقوله تعالى: إِلاََّ مََا قَدْ سَلَفَ* [4] التفات إلى هذا المعنى. قال: و هذه النكتة من الإمام أبي بكر بن العربي، قال الحافظ قطب الدين عبد الكريم:

و لما وقفت على هذا، أقمت مفكرا مدة لكون أن برة المذكورة كانت زوجا لخزيمة، فخلف عليها كنانة بن خزيمة، فجاء له منها النضر بن كنانة و إن هذا وقع في نسب النبي صلى اللّه عليه و سلم و قد روينا عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه قال: «ما ولدني من سفاح أهل الجاهلية شي‌ء، إنما ولدت من نكاح كنكاح الإسلام» إلى أن رأيت أبا عثمان عمرو بن بحر الجاحظ قال، في كتاب له سماه بكتاب الأصنام:

و خلف كنانة بن خزيمة على زوجة أبيه، بعد وفاته، و هي برة بنت أد بن طابخة، جد كنانة بن خزيمة، و لم تلد لكنانة ولدا ذكرا و لا أنثى، و لكن كانت ابنة أخيها برة بنت مرة بن أد بن طابخة تحت كنانة بن خزيمة، فولدت له النضر بن كنانة.

قال: و إنما غلط كثير من الناس، لما سمعوا أن كنانة خلفه على زوجة أبيه لاتفاق اسمهما، و تقارب نسبهما، و هذا الذي عليه مشايخنا و أهل العلم و النسب. قال: و معاذ اللّه أن يكون أصاب نسب النبي صلى اللّه عليه و سلم نكاح مقت، و قد قال صلى اللّه عليه و سلم: «ما زلت أخرج من نكاح كنكاح الإسلام حتى خرجت من بين أبي و أمي» . ثم قال: و من اعتقد غير هذا فقد كفر و شك في هذا الخبر. قال: و الحمد للّه الذي نزهه عن كل وصم، و طهره تطهيرا انتهى.

قلت: و هذا أرجو به الفوز للجاحظ في منقلبه، و أن يتجاوز اللّه عنه ما سطره في كتبه، و أشرت إلى ذلك في أول كتاب السير من المنظومة بقولي:

محمد خير جميع الخلق # جاء من الحقّ لنا بالحق

دعوة ابراهيم الخليل # بشارة المسيح في التنزيل

الطيب الأصول و الفروع # الطاهر المحتد و الينبوع‌ [5]

آباؤه قد طهرت أنسابا # و شرفت بين الورى أحسابا

نكاحهم مثل نكاح الاسلام # كذا رواه النجباء الأعلام‌


[1] سورة النساء: آية 22.

[2] سورة الإسراء: 32.

[3] سورة الإسراء: آية 33.

[4] سورة النساء: آية 22.

[5] المحتد: الأصل.

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 336
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست