نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري جلد : 2 صفحه : 328
البزاز و غيرهما، و أما قنبر بفتح القاف و الباء فأبو الشعثاء قنبر، و هو يروي عن ابن عباس رضي اللّه تعالى عنهما و غيره ذكره ابن حبان في الثقات و قنبر مولى علي بن أبي طالب رضي اللّه تعالى عنه، قال ابن أبي حاتم: روي عن علي كرم اللّه وجهه و رضي عنه، و كان حاجبه.
قال الشيخ في المهذب، في كتاب القضاء: و لا يكره للإمام أن يتخذ حاجبا، لأن يرفأ كان حاجب عمر بن الخطاب رضي اللّه تعالى عنه، و الحسن كان حاجب عثمان رضي اللّه تعالى عنه، و قنبر كان حاجب علي رضي اللّه تعالى عنه. قال محمد بن السماك: من عرف الناس داراهم، و من جهلهم ماراهم، و رأس المداراة ترك المماراة. قيل: جلس أبو يوسف يعقوب بن السكيت يوما مع المتوكل، و كان يؤدب أولاده، فجاءه المعتز و المؤيد ولدا المتوكل فقال له: يا يعقوب أيما أحب إليك ابناي هذان أم الحسن و الحسين؟فقال: و اللّه إن قنبرا خادم علي بن أبي طالب خير منك و من ابنيك. فقال المتوكل للأتراك: سلوا لسانه من قفاه، ففعلوا به ذلك، فمات في ليلة الاثنين لخمس خلون من رجب سنة أربع و أربعين و مائتين. ثم إن المتوكل أرسل لولده عشرة آلاف درهم، و قال: هذه دية والدك. كذا حكاه ابن خلكان في ترجمته [1] . و من العجب أنه كان قبل ذلك بيسير أنشد لولدي المتوكل و هو يعلمهما:
يصاب الفتى من عثرة بلسانه # و ليس يصاب المرء من عثرة الرجل
فعثرته بالقول تذهب رأسه # و عثرته بالرجل تبرا على مهل
إذا اشتملت على اليأس القلوب # و ضاق لما به الصدر الرحيب
و أوطنت المكاره و استقرت # و أرست في أماكنها الخطوب
و لم تر لانكشاف الضرّ وجها # و لا أغنى بحيلته الأريب [3]
أتاك على قنوط منك عفو # يمن به اللطيف المستجيب
و كلّ الحادثات إذا تناهت # فموصول بها فرج قريب
و عرف أبوه بالسكيت، لأنه كان كثير السكوت، طويل الصمت، و كل ما كان على فعيل أو فعليل فإنه مكسور الأول. و كان ابن السكيت، رحمه اللّه، إماما في اللغة، مكثرا من نقل الغريب، و له تصانيف مفيدة.
القبعة:
بضم القاف و تخفيف الباء الموحدة، و العين المهملة المفتوحتين، طير أبقع مثل العصفور، يكون عند حجرة الجرذان، فإذا فزع أو رمي بحجر انقبع فيها. ذكره ابن السكيت المذكور قبله. و قوله: انقبع فيها أي دخل الجحر فالتجأ فيه.