responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 326

الساكنين، قال أبو عبيدة: يروى عن ابن عباس رضي اللّه تعالى عنهما، أنه قال‌ [1] لابن الزبير، حين خرج الحسين رضي اللّه تعالى عنه إلى العراق:

خلا لك الجو فبيضي و اصفري‌

و لطرفة بن العبد، قصة عجيبة مع عمرو بن المنذر بن امرئ القيس، لما كتب له و للمتلمس صحيفتين، و يقال له عمرو بن هند، و كان لا يبتسم و لا يضحك، و كانت العرب تسميه مضرط الحجارة لشدة ملكه، فإنه ملك ثلاثا و خمسين سنة، و كانت العرب تهابه هيبة شديدة. و قال السهيلي: إنه هو عمرو بن المنذر بن ماء السماء، و هند أمه و سمي أبوه المنذر بابن ماء السماء لشدة جماله، و هو المنذر بن الأسود، و يعرف عمرو بمحرّق، لأنه حرق مدينة يقال لها ملهم، و هي عند اليمامة، و قال العتبي و المبرد: سمي محرقا لأنه حرق مائة من بني تميم. ملك ثلاثا و خمسين سنة.

و كان طرفة غلاما معجبا فجعل يتخلج في مشيته بين يديه، فنظر إليه نظرة كادت تبتلعه من مجلسه، فقال له المتلمس حين قاما: يا طرفة إني أخاف عليك من نظرته إليك، فقال طرفة: كلا.

ثم إنه كتب لهما كتابين إلى المكعبر و كان عامله على البحرين و عمان، فخرجا من عنده و سارا حتى إذا هبطا بأرض قريبة من الحيرة، فإذا هما بشيخ معه كسرة يأكلها و هو يتبرز و يقصع القمل، فقال له المتلمس: باللّه ما رأيت شيخا أحمق و أضعف و أقل عقلا منك!فقال له: و ما الذي أنكرت علي؟فقال: تتبرز و تأكل و تقصع القمل!قال: إني أخرج خبيثا، و أدخل طيبا، و أقتل عدوا! و لكن أحمق مني و ألأم حامل حتفه بيمينه، لا يدري ما فيه!فتنبه المتلمس، و كأنما كان نائما، فإذا هو بغلام من أهل الحيرة يسقي غنيمة له من نهر الحيرة، فقال له المتلمس: يا غلام أ تقرأ؟قال:

نعم. قال: اقرأ هذه، فإذا فيها باسمك اللهم، من عمرو بن هند إلى المكعبر، إذا أتاك كتابي هذا مع المتلمس فاقطع يديه و رجليه و ادفنه حيا. فألقى الصحيفة في النهر، و قال: يا طرفة معك و اللّه مثلها. فقال: كلا، ما كان ليكتب لي مثل ذلك. ثم أتى طرفة إلى المكعبر، فقطع يديه و رجليه و دفنه حيا. فضرب المثل بصحيفة المتلمس، لمن يسعى في حتفه بنفسه، و يغرر بها. و ستأتي الإشارة إلى هذه القصة، في باب الكاف، في لفظ الكروان.

و كان سبب إحراق عمرو بن هند لبني تميم، كما قاله العتبي و المبرد أن عمرا كان له أخ، و هو أسعد بن المنذر، و كان مسترضعا في بني دارم، فانصرف ذات يوم من صيده و به نبيذ، فمر بابل لسويد بن ربيعة التميمي، فنحر منها بكرة فرماه سويد بسهم فقتله. فلما سمع عمرو بن هند بقتل أخيه حلف ليحرقن منهم مائة رجل، فأخذ منهم تسعة و تسعين رجلا، فقذفهم في النار، ثم أراد أن يبر قسمه بعجوز منهم ليكمل العدد، فقالت: هلا فتى يفدي هذه العجوز بنفسه؟ثم قالت:

هيهات صارت الفتيان حمما!و مر وافد البراجم، فاشتم رائحة اللحم، فظن أن الملك قد اتخذ طعاما، فعرج إليه فأتى به إليه، فقال له: من أنت؟قال: أنا وافد البراجم، فقال‌ [2] له عمرو:


[1] معجم الأدباء: 4/397.

[2] جمهرة الأمثال: 1/102.

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 326
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست