نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري جلد : 2 صفحه : 269
يقول أناس لو نعت لنا الهوى # و و اللّه ما أدري لهم كيف أنعت
فليس لشيء منه حد أحده # و ليس لشيء منه وقت موقت
إذا اشتد ما بي كان آخر حيلتي # له وضع كفي فوق خدي و أصمت
و أنضح وجه الأرض طور بعبرتي # و أقرعها طورا بظفري و أنكت
و قد زعم الواشون أني سلوتها # فما لي أراها من بعيد فأبهت
قال جالينوس: العشق من فعل النفس، و هو كامن في الدماغ و القلب و الكبد، و في الدماغ ثلاثة مساكن: التخيل في مقدمه، و الفكر في وسطه، و الذكر في مؤخره، فلا يكون أحد عاشقا، إلا إذا كان بحيث إذا فارق معشوقه لم يخيل من تخيله و فكره و ذكره، فيمتنع من الطعام و الشراب لاشتغال قلبه و كبده، و من النوم لاشتغال الدماغ بالتخيل و الفكر للمعشوق، فتكون جميع مساكن النفس قد اشتغلت به، و متى لم يكن كذلك لم يكن عاشقا، فإذا لها العاشق خلت هذه المساكن، فرجع إلى حال الاعتدال.
و قال أبو علي الدقاق: العشق تجاوز الحد في المحبة، و لهذا لا يوصف اللّه تعالى بالعشق، لأنه لا يوصف بأن يجاوز الحد في محبة العبد، و إنما يوصف بالمحبة. كما قال تعالى: يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ[1] فمحبة اللّه تعالى للعبد هي إرادته لإنعام مخصوص عليه، كما أن رحمته إرادة الإنعام.
و قال قوم: محبة اللّه تعالى للعبد مدحه و ثناؤه عليه، و قيل: بل محبة اللّه لعبده صفة من صفات فعله، فهي إحسان مخصوص يليق بالعبد، و أما محبة العبد للّه تعالى فحالة يجدها في قلبه يحصل منها التعظيم له، و ايثاره رضاه، و قلة الصبر عنه و الاحتياج إليه و الاستئناس بذكره.
و قد اختلف في اشتقاق المحبة و العشق، فقال بعضهم: الحب اسم لصفاء المودة، لأن العرب تقول لصفاء بياض الأسنان و نضارتها حبب، و قيل: هو مشتق من حباب الماء بفتح الحاء، و هو معظمه، لأن المحبة معظم ما في القلوب من المهمات، و قيل: اشتقاقه من اللزوم و الثبات، يقال: أحب البعير إذا برك فلم يقم، فكأن المحب لا ينزع قلبه عن ذكر محبوبه. و أما العشق فاشتقاقه من العشقة، و هو نبات يلتف بأصول الشجر التي يقاربها في منبتها، فلا تكاد تتخلص منه إلا بالموت، و قيل: إن العشقة نبات أصفر متغير الأوراق فسمي العاشق به لاصفراره و تغير حاله. و قيل: أعم حالات الحب و أشهرها و أعظم صفات الهوى و أظهرها ثلاثة أوصاف، ملازمة لا يستطيعون دفعها، و هي النحول و السقم و الذبول، و اللّه أعلم.
و هدا الطائر يعمر كثيرا، و قد ظهر منه ما عاش خمسا و عشرين سنة، و ما عاش أربعين سنة، كما حكاه أبو حيان التوحيدي و أرسطو قبله.
الحكم
: يحل أكلها و بيعها بالاتفاق.
الأمثال
: قالوا [2] : «أكذب من فاختة» . و قالوا [3] : «فلان الفاختة عنده أبو ذر» .
الخواص
: دمها و دم الحمام الأسود، إذا طلي بهما البرص غير لونه. و زبلها، إذا علق على