responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 227

ثم أحرقوا خشبته و جسده رحمه اللّه. و كان قد بايعه خلق كثير، و حارب متولي العراق يوسف بن عمران، عم الحجاج بن يوسف الثقفي، فظفر به يوسف ففعل به ذلك. و كان ظهوره في أيام هشام بن عبد الملك، و لما خرج أتاه طائفة كثيرة من أهل الكوفة، و قالوا له: تبرأ من أبي بكر و عمر، حتى نبايعك، فأبى، فقالوا: إذن نرفضك. فمن ذلك سموا الرافضة. و أما الزيدية فقالوا: لا نتولاهما و نتبرأ ممن تبرأ منهما، و خرجوا مع زيد فسموا الزيدية. و روى زيد عن أبيه زين العابدين و جماعة، و روى له أبو داود و الترمذي و النسائي و ابن ماجة.

تتمة

: ذكر ابن خلكان، في ترجمة يعقوب بن جابر المنجنيقي، أنه وقف بالقاهرة على كراريس من شعره، و رأى فيها البيتين المشهورين المنسوبين إلى جماعة من الشعراء و لا يعرف قائلهما على الحقيقة و هما [1] :

ألقني في لظى فإن أحرقتني # فتيقن إن لست بالياقوت

جمع النسج كلّ من حاك لكن # ليس داود فيه كالعنكبوت‌

قال: فعمل يعقوب بن صابر في جوابهما هذه الأبيات‌ [2] :

أيها المدعي الفخار دع الفخر # لذي الكبرياء و الجبروت

نسج داود لم يفد ليلة الغار # و كان الفخار للعنكبوت

و بقاء السمند في لهب النار # مزيل فضيلة الياقوت

و كذاك النعام يلتقم الجمر # و ما الجمر للنعام بقوت‌

و قد تقدم في السمندل الإشارة إلى هذه الأبيات.

و حكم العنكبوت‌

: تحريم الأكل لاستقذارها.

الأمثال‌

: قالوا: «أغزل من عنكبوت» [3] و قالوا: «أوهن من بيت العنكبوت» [4] قال‌ [5] اللّه تعالى: مَثَلُ اَلَّذِينَ اِتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اَللََّهِ أَوْلِيََاءَ كَمَثَلِ اَلْعَنْكَبُوتِ اِتَّخَذَتْ بَيْتاً وَ إِنَّ أَوْهَنَ اَلْبُيُوتِ لَبَيْتُ اَلْعَنْكَبُوتِ لَوْ كََانُوا يَعْلَمُونَ `إِنَّ اَللََّهَ يَعْلَمُ مََا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْ‌ءٍ وَ هُوَ اَلْعَزِيزُ اَلْحَكِيمُ، وَ تِلْكَ اَلْأَمْثََالُ نَضْرِبُهََا لِلنََّاسِ وَ مََا يَعْقِلُهََا إِلاَّ اَلْعََالِمُونَ . فضرب اللّه ببيتها المثل لمن اتخذ من دونه آلهة لا تضره و لا تنفعه، فكما أن بيت العنكبوت لا يقيها حرا و لا بردا و لا قصد أحد إليها، فكذلك ما اكتسبوه من الكفر، و اتخذوه من الأصنام، لا يدفع عنهم غدا شيئا. و العالمون كل من عقل عن اللّه عز و جل، و عمل بطاعته، و انتهى عن معصيته، فهم يعقلون صحة هذه الأمثال و حسنها و فائدتها. و كان جهلة قريش يقولون: إن رب محمد يضرب الأمثال بالذباب و العنكبوت، و يضحكون من ذلك، و ما علموا أن الأمثال تبرز المعاني الخلفية في الصور الجلية.


[1] وفيات الأعيان: 7/41.

[2] وفيات الأعيان: 7/41.

[3] جمهرة الأمثال: 2/76.

[4] جمهرة الأمثال: 2/276.

[5] سورة العنكبوت الآيات: 41، 42، 43.

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 227
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست