responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 226

الصبية، و عولجت فشفيت و شبت و طلعت من أجمل نساء عصرها، و كانت تبغي فأتت ساحلا من سواحل البحر، و أقامت هناك تبغي.

و لبث الرجل ما شاء اللّه، ثم قدم ذلك الساحل، و معه مال كثير، فقال لامرأة من أهل ساحل البحر: ابتغى لي أجمل امرأة في القرية أتزوجها، فقالت: هاهنا امرأة من أجمل الناس و لكنها بغي!فقال: ائتيني بها. فأتتها فقالت: قد قدم رجل له مال كثير و قال لي كذا و كذا فقلت كذا و كذا. فقالت: إني قد تركت البغاء، و لكن إن أراد تزوجته. قال: فتزوجها فوقعت منه موقعا عظيما، و أحبها حبا شديدا، فبينما هو يوما عندها، إذ أخبرها بأمره، فقالت: أنا تلك الجارية، و أرته الشق في بطنها. ثم قالت: و قد كنت أبغي، فما أدري بمائة أو أقل أو أكثر. قال: فإنه قد قال لي يكون موتها بالعنكبوت، فبنى لها برجا في الصحراء و شيده، فبينما هو و إياها يوما في ذلك البرج إذا عنكبوت في السقف، فقال: هذا عنكبوت، فقالت: هذا يقتلني لا يقتله أحد غيري فحركته فسقط، فأتته فوضعت إبهام رجلها عليه، فشدخته فساح سمه بين أظفارها و لحمها، فاسودت رجلها و ماتت. فأنزل اللّه تعالى هذه الآية [1] أَيْنَمََا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ اَلْمَوْتُ وَ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ . و قال أكثر المفسرين: إن هذه الآية نزلت في المنافقين الذين قالوا في قتلى أحد: لو كانوا عندنا ما ماتوا و ما قتلوا. فرد اللّه عليهم بقوله‌ [2] أَيْنَمََا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ اَلْمَوْتُ وَ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ .

و البروج: الحصون، و القلاع المشيدة: المرفوعة المطولة. قال قتادة: معناه في قصور محصنة.

و قال عكرمة: مجصصة، و المشيد المجصص. و يكفي العنكبوت فخرا و شرفا نسجها على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، في الغار، و القصة في ذلك مشهورة في كتب التفاسير و السير و غيرها.

و نسجت أيضا على الغار الذي دخله عبد اللّه بن أنيس رضي اللّه عنه، لما بعثه النبي صلى اللّه عليه و سلم لقتل خالد بن نبيح الهذلي بالعرنة، فقتله، ثم احتمل رأسه و دخل في غار، فنسجت عليه العنكبوت. و جاء الطلب، فلم يجدوا شيئا، فانصرفوا راجعين. ثم خرج فسار إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و الرأس معه، فلما رآه النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: «قد أفلح الوجه» [3] . قال: وجهك يا رسول اللّه، و وضع الرأس بين يديه و أخبره الخبر، فدفع إليه النبي صلى اللّه عليه و سلم عصا كانت بيده و قال: «تخطر بهذه في الجنة» .

فكانت عنده إلى أن حضرته الوفاة، فأوصى أهله أن يدفنوها في كفنه ففعلوا. و كانت مدة غيبته ثمان عشرة ليلة.

و في الحلية للحافظ أبي نعيم عن عطاء بن ميسرة، قال: نسجت العنكبوت مرتين على نبيين، على داود حين كان جالوت يطلبه و على النبي صلى اللّه عليه و سلم في الغار.

و في تاريخ الإمام الحافظ أبي القاسم بن عساكر، أن العنكبوت نسجت أيضا على عورة زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنهم، لما صلب عريانا في سنة إحدى و عشرين و مائة، فأقام مصلوبا أربع سنين، و كانوا وجهوه لغير القبلة، فدارت خشبته إلى القبلة،


[1] سورة النساء: آية 78.

[2] سورة النساء: آية 78.

[3] رواه ابن حنبل: 3-496.

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 226
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست