نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري جلد : 2 صفحه : 195
أيضا: فإذا هو إياها، و هذا الوجه هو الذي أنكره سيبويه، لما سأله الكسائي، بحضرة يحيى بن خالد البرمكي، فقال له الكسائي: إن العرب ترفع كل ذلك و تنصبه، فقال له يحيى: قد اختلفتما و أنتما رئيسا بلديكما، فقال له الكسائي: هذه العرب ببابك قد سمع منهم أهل البلدين، فيحضرون و يسألون، فأحضروا و سئلوا فوافقوا الكسائي. فأمر يحيى لسيبويه بعشرة آلاف درهم. و رحل سيبويه من فوره إلى بلاد فارس فأقام بها حتى مات في سنة ثمانين و مائة، و له من العمر ثلاث و ثلاثون سنة، و قيل اثنتان و ثلاثون سنة.
و يقال: إن العرب علموا منزلة الكسائي عند الرشيد، فقالوا: القول قول الكسائي، و لم ينطقوا بالنصب و إن سيبويه قال ليحيى: مرهم أن ينطقوا بذلك، فإن ألسنتهم لا تطاوعهم على النطق به. و قد أشار إلى ذلك حازم في منظومته بقوله:
و العرب قد تحذف الأخبار بعد إذا # إذا عنت فجأة الأمر الذي دهما
و ربما نصبوا بالحال بعد إذا # و ربّما رفعوا من بعدها ربما
فإن توالى ضميران اكتسى بهما # وجه الحقيقة من أشكاله عمما
لذلك أعيت على الأفهام مسألة # أهدت إلى سيبويه الحتف و الغمما
قد كانت العقرب العرجاء أحسبها # قدما أشدّ من الزنبور وقع حما
و في الجواب عليها هل إذا هو هي # أو هل إذا هو إياها قد اختصما
فخطأ ابن زياد و ابن حمزة في # ما قال فيها أبا بشر و قد ظلما
و غاظ عمرا علي في حكومته # يا ليته لم يكن في أمره حكما
كغيظ عمرو عليا في حكومته # يا ليته لم يكن في أمره حكما [1]
و فجع ابن زياد كل منتخب # من أهله إذا غدا منه يفيض دما
و أصبحت بعده الأنفاس باكية # في كلّ طرس كدمع سحّ و انسجما
و ليس يخلو امرؤ من حاسد أضم # لو لا التنافس في الدنيا لما أضما
و الغبن في العلم أشجى محنة علمت # و أترح الناس شجوا عالم هضما
الحكم
: يحرم أكل العقرب و بيعها، و تقتل في الحل و الحرم، و إذا ماتت في مائع نجسته على المشهور. و قيل: لا تنجسه كالوزغة. و نقل الخطابي عن يحيى بن أبي كثير، أن العقرب إذا ماتت في الماء نجسته، ثم قال: و عامة أهل العلم على خلافه.
الأمثال
:
قال الشاعر:
و من لم يكن عقربا يتقى # مشت بين أثوابه العقرب
و قالوا: «في النصح لسع العقارب» [2] و قالوا: «أعدى من العقرب» [3] ، و هو من العداوة.
[1] قصد عمرو بن العاص و علي بن أبي طالب يوم صفين و ما جرى بين الحكمين.