نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري جلد : 2 صفحه : 194
لأنه جعل ذنوب المؤمنين صنفين: صنف كفره بالمصائب، و صنف عفا عنه، و هو جل و علا كريم لا يعود في عفوه.
فائدة أخرى
: يقال: لسعته العقرب و الحية تلسعه لسعا فهو ملسوع و ما أحسن قول الأول:
قالوا: حبيبك مسلوع، فقلت لهم: # من عقرب الصّدغ أم من حيّة الشعر
قالوا: بلى من أفاعي الأرض، قلت لهم: # و كيف تسعى أفاعي الأرض للقمر
و يقال في الحية: عضت تعض، و نهشت تنهش، و نشطت تنشط، و نكزت بأنفها تنكز. و أنشدني شيخنا الشيخ جمال الدين عبد الرحيم الاسنوى قال: أنشدنا شيخنا الشيخ أثير الدين أبو حيان قال: أنشدنا الحافظ رضي الدين أبو عبد اللّه الشاطبي قال: أنشدنا أبو الربيع سليمان بن سالم الناقد قال: أنشدنا أبو عبد اللّه بن رافع القيسي قال: أنشدنا أبو القاسم بن حبيش قال: أنشدنا أبو عبد اللّه محمد بن الفراء الضرير الخطيب بقصبة المرية لنفسه:
يا حسنا مالك لم تحسن # إلى نفوس في الهوى متعبه
رقمت بالورد و بالسوسن # صفحة خدّ بالسنا مذهبه
و قد أبى صدغك إن اجتنى # منه و قد ألدغني عقربه
يا حسنه إذ قال: ما أحسني # و يا لذاك اللفظ ما أعذبه
قلت له: كلك عندي سنا # و كلّ ألفاظك مستعذبه
ففوق السهم و لم يخطني # و مذ رآني ميتا أعجبه
و قال كم عاش و كم حبني # و حبه إياي قد أتعبه
يرحمه اللّه على أنني # قتلي له لم أدر ما أوجبه
قال الحريري في درة الغواص: السوسن بفتح السين، و قد أذكرني السوسن أبياتا أنشدنيها علي بن عبد العزيز الأديب المغربي، لأبي بكر بن القوطية الأندلسي، يصف فيها الورد و السوسن، مما أبدع فيه و أحسن فأوردتها على وجه التسديد لسمط هذا الفصل، و التأسي بمن درج من أهل الفضل و هي:
قم فاسقنيها على الورد الذي نعما # و باكر السوسن الغضّ الذي نجما
كأنما ارتضعا خلفي سماءهما # فأرضعت لبنا هذا و ذاك دما
جسمان قد كفّر الكافور ذاك و قد # عقّ العقيق احمرارا ذا و ما ظلما [1]
كان ذا طلية نصّت لمعترض # و ذاك خدّ غداة البين قد لطما
أولا فذاك أنابيب اللجين و ذا # جمر الغضى حركته الريح فاضطر ما [2]
و قالت العرب: قد كنت أظن أن العقرب أشد لسعا من الزنبور، فإذا هو هي. و قالوا