responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 193

الثاني، و هو الأوسط، الدواب و الأنعام، و ركب هو و من معه في البطن الأعلى مع ما احتاج إليه من الزاد.

و روينا عن الشيخ الإمام الحافظ فخر الدين عثمان بن محمد بن عثمان التوريزي، نزيل مكة المشرفة، أنه قال: كنت أقرأ بمكة الفرائض، على الشيخ تقي الدين الحوراني، فبينما نحن جلوس، و إذا بعقرب تمشي، فأخذها الشيخ بيده، و جعل يقلبها في يده، فوضعت الكتاب من يدي، فقال: اقرأ، فقلت: حتى أتعلم هذه الفائدة، فقال: هي عندك، قلت: ما هي؟قال:

ثبت عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه قال‌ [1] : «من قال حين يصبح و حين يمسي: بسم اللّه الذي لا يضر مع اسمه شي‌ء في الأرض و لا في السماء و هو السميع العليم، لم يضره شي‌ء و قد قلتها أول النهار» . و مما يدفع شر الحية و العقرب، أن يقرأ عند النوم ثلاث مرات: أعوذ بربّ أوصافه سمية من كل عقرب وحية، سلام على نوح في العالمين، إنا كذلك نجزي المحسنين، أعوذ بكلمات اللّه التامات من شر ما خلق.

فائدة

: يقال: لدغته العقرب تلدغه لدغا و تلداغا فهو ملدوغ و لديغ.

قال أبو داود الطيالسي، في قوله‌ [2] صلى اللّه عليه و سلم «لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين» : معناه أن المؤمن لا يعاقب على ذنبه في الدنيا، ثم يعاقب عليه في الآخرة. و الذي قال فيه النبي صلى اللّه عليه و سلم ذلك، هو أبو عزة الجمحي الشاعر، و اسمه عمر و وقع في الأسر يوم بدر، و لم يكن معه مال، فقال: يا رسول اللّه إني ذو عيلة، فأطلقه لبناته الخمس، على أن لا يرجع للقتال. فرجع إلى مكة و مسح عارضيه، و قال: خدعت محمدا مرتين، ثم عاد عام أحد مع المشركين. فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«اللهم لا تفلته» . فلم يقع في الأسر غيره، فقال: يا محمد إني ذو عيلة فأطلقني. فقال صلى اللّه عليه و سلم: «لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين» . و أمر بقتله. و الحديث المذكور رواه الشافعي و مسلم و ابن ماجة.

و قوله لا يلدغ يروى بضمن الغين على الخبر، يعني أن المؤمن حازم لا يخدع مرة بعد مرة، و لا يفطن لذلك. و قيل: أراد به الخداع في أمر الآخرة دون أمر الدنيا. و يروى بكسر الغين نهيا، أي لا يؤتى من جهة الغفلة، و هذا يصح أن يتوجه إلى أمر الدنيا و الآخرة أيضا.

و يؤيد ما قاله أبو داود الطيالسي، ما رواه النسائي، في مسند علي، عن أبي سخيلة أنه سمع عليا رضي اللّه تعالى عنه يقول: أ لا أخبركم بأفضل آية في كتاب اللّه تعالى؟قالوا: بلى. قال: قوله تعالى: وَ مََا أَصََابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمََا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَ يَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ [3] . قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: يا علي ما أصابك من بلاء، أو عقوبة، أو مرض في الدنيا، فبما كسبت يداك.

و اللّه أكرم من أن يثني على عبده في الآخرة العقوبة، و ما عفا اللّه عنه في الدنيا، فاللّه أكرم و أحلم من أن يعود بالعقوبة بعد عفوه انتهى. و لذلك قال الواحدي: إن هذه الآية أرجى آية في القرآن،


[1] رواه أبو داود: وتر 32.

[2] رواه البخاري: أدب 83، و مسلم: زهد 63. و أبو داود: أدب 29. و ابن ماجة: فتن 13. و ابن حنبل:

2-115.

[3] سورة الشورى: آية 30.

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 193
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست