responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 179

الأمثال‌

: قالوا: «أمنع من عقاب الجو» [1] . قاله عمرو بن عدي لقصير بن سعد في قصة الزباء المشهورة. و في ذلك يقول ابن دريد في مقصورته:

و اخترم الوضاح من دون التي # أملها سيف الحمام المنتضى

و قد سما عمرو إلى أوتاره # فاحتطّ منها كلّ عالي المنتهى

فاستنزل الزباء قسرا و هي من # عقاب لوح الجوّ أعلى منتهى‌

جعلها لا متناعها بمنزلة لوح الجو، و اللوح الهواء بين السماء و الأرض. و الجو أيضا ما بينهما.

و القصة في ذلك ما ذكره الأخباريون: ابن هشام و ابن الجوزي و غيرهم، قالوا و قد دخل كلام بعضهم في بعض: إن جذيمة الأبرش، كان ملكا على الحيرة، و ما حولها من السواد، ملك ستين سنة، و كان شديد السلطان قد خافه القريب، و هابه البعيد، و هو أول من أوقدت الشموع بين يديه، و أول من نصب المجانيق في الحرب، و أول من اجتمع له الملك بأرض العراق. فغزا مليح بن البراء، و كان ملكا على الحضر و هو الحاجز بين الروم و الفرس و هو الذي ذكره عدي بن زيد بقوله‌ [2] :

و أخو الخضر إذ بناه و إذ # دجلة تجبى إليه و الخابور

شاده مرمرا و جلّله كلسا # فللطير في ذراه و كور

لم يهبه ريب المنون و باد # الملك عنه فبابه مهجور

فقتله جذيمة و طرد بنته الزباء، فلحقت بالروم.

و كانت الزباء عاقلة أديبة عربية اللسان، حسنة البيان شديدة السلطان، كبيرة الهمة. قال ابن الكلبي: و لم يكن في نساء عصرها أجمل منها، و كان اسمها فارعة و كان لها شعر إذا مشت سحبته وراءها، و إذا نشرته جللها فسميت الزباء لذلك. قال: و كان قتل أبيها قبل مبعث عيسى ابن مريم عليهما السلام، فبلغت بها همتها أن جمعت الرجال، و بذلت الأموال، و عادت إلى ديار أبيها و مملكته، فأزالت جذيمة عنها و ابتنت على عراقي الفرات مدينتين متقابلتين في شرقي الفرات و غربيه، و جعلت بينهما نفقا تحت الفرات، فكانت إذا رهقتها الأعداء أوت إليه و تحصنت. و كانت قد اعتزلت الرجال فهي عذراء بتول.

و كان بينها و بين جذيمة بعد الحرب مهادنة، فحدثته نفسه بخطبتها فجمع خاصته و شاورهم في ذلك، فسكت القوم و تكلم قصير، و كان ابن عمه، و كان عاقلا لبيبا، و كان خازنه، و صاحب أمره، و عميد دولته، فقال: أبيت اللعن أيها الملك إن الزباء امرأة حرمت الرجال فهي عذراء بتول لا ترغب في مال و لا جمال، و لها عندك ثأر، و الدم لا ينام و إنما هي تاركتك رهبة و حذرا، و الحقد دفين، في سويداء القلب له كمون، ككمون النار في الحجر، إذ قدحته أورى، و إن تركته توارى، و للملك في بنات الملوك الأكفاء متسع، و لهن فيه منتفع، و لقد رفع اللّه قدرك عن الطمع،


[1] جمهرة الأمثال: 2/234.

[2] الشعر و الشعراء: 130.

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 179
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست