نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري جلد : 2 صفحه : 178
و ذكر ابن إسحاق قال: قال الزبير بن عبد المطلب فيما كان من شأن الحية، التي كانت قريش تهاب بنيان الكعبة لأجلها حتى اختطفها العقاب:
عجبت لما تصويت العقاب # إلى الثعبان و هي لها اضطراب
و قد كانت يكون لها كشيش # و أحيانا يكون لها وثاب [1]
إذا قمنا إلى التأسيس شدت # فهبنا للبناء و قد تهاب
فلما أن خشينا الزجر جاءت # عقاب حلقت و لها انصباب
فضمتها إليها ثم خلت # لنا البنيان ليس له حجاب
فقمنا حاشدين إلى بناء # لنا منه القواعد و التراب
غداة نرفع التأسيس منه # و ليس على مساوينا ثياب
أعزّ به المليك بني لؤي # فليس لأصله منه ذهاب
و قد حشدت هناك بني عدي # و مرة قد تعهدها كلاب
فبوأنا المليك بذاك عزا # و عند اللّه يلتمس الثواب
و ذكر ابن عبد البر، في التمهيد عن عمرو بن دينار، أنه قال: لما أرادت قريش بناء الكعبة، خرجت منها حية، فحالت بينهم و بينها، فجاء عقاب أبيض فأخذها و رمى بها نحو أجياد. كذا في بعض نسخ التمهيد. و في بعضها طائر أبيض.
فائدة
: روى ابن عباس أن سليمان بن داود عليهما السلام، لما فقد الهدهد، دعا بالعقاب سيد الطير، و أحزمه و أشده بأسا، فقال: عليّ بالهدهد الساعة، فرفع العقاب نفسه نحو السماء، حتى التصق بالهواء، فصار ينظر إلى الدنيا كالقصعة بين يدي الرجل، ثم التفت يمينا و شمالا فرأى الهدهد مقبلا نحو اليمن، فانقض عليه، فقال الهدهد: أسألك بحق الذي أقدرك علي و قواك إلا ما رحمتني. فقال له: الويل لك، إن نبي اللّه سليمان حلف أن يعذبك أو يذبحك. ثم أتى به فلقيته النسور و عساكر الطيور، فخوفوه و أخبروه بتوعد سليمان، فقال الهدهد: ما قدري و ما أنا أ و ما أستثنى نبي اللّه قالوا: بلى. قال: أو ليأتيني بسلطان مبين، قال الهدهد: نجوت إذن. فلما دخل لى سليمان رفع رأسه و أرخى ذنبه و جناحيه تواضعا لسليمان. فقال له سليمان: أين غبت عن خدمتك و مكانك؟لأعذبنك عذابا شديدا، أو لأذبحنك. فقال الهدهد: يا نبي اللّه اذكر وقوفك بين يدي اللّه بمنزلة وقوفي بين يديك. فاقشعر جلد سليمان و ارتعد، و عفا عنه. و سيأتي إن شاء اللّه تعالى، نظير هذا في باب الهاء في الهدهد.
الحكم
: يحرم أكل العقاب لأنه ذو مخلب، و اختلف في أنه هل يستحب قتله أم لا؟فجزم الرافعي و النووي في الحج باستحباب قتله، و جزم في شرح المهذب بأنه من القسم الذي لا يستحب قتله و لا يكره و هو الذي فيه نفع و مضرة، قلت: و هذا الذي جزم به القاضي أبو الطيب الطبري [2] و هو المعتمد.