responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 177

و ثلاثين سنة. ثم صلب رأسه على الجسر و صلب كل قطعة على جسر، فلم يزل كذلك حتى مر عليه الرشيد عند خروجه إلى خراسان، فقال: ينبغي أن يحرق هذا فأحرق. و لما قتله أحاط بجميع البرامكة و أتباعهم، و نودي أن لا أمان لهم إلا لمحمد بن خالد بن برمك و ولده و جماعته، لما عرف من براءة محمد بن خالد و ولده و جماعته.

و قيل: إن علية بنت المهدي قالت للرشيد: لأي شي‌ء قتلت جعفر؟فقال: لو علمت أن قميصي يعلم سبب قتل جعفر لأحرقته!و لما صلب جعفر وقف عليه يزيد الرقاشي و قال‌ [1] من أبيات:

أما و اللّه لو لا خوف واش # و عين للخليفة لا تنام

لطفنا حول جذعك و استلمنا # كما للناس بالحجر استلام

فما أبصرت قبلك يا ابن يحيى # حساما فلّه السيف الحسام

على اللذات و الدنيا جميعا # لدولة آل برمك السلام‌

فبلغ الرشيد مقالته فأحضره، و قال: ما حملك على ما فعلت و قد بلغك ما توعدنا به كل من يقف عليه أو يرثيه؟قال: كان يعطيني كل سنة ألف دينار، فأمر له الرشيد بألفي دينار، و قال: هي لك منا ما دمنا في قيد الحياة.

و يروى أن امرأة وقفت على جعفر و نظرت إلى رأسه معلقا، فقالت: أما و اللّه لئن صرت اليوم آية، لقد كنت في المكارم غاية ثم أنشدت تقول‌ [2] :

و لما رأيت السيف خالط جعفرا # و نادى مناد للخليفة في يحيى

بكيت على الدنيا و أيقنت أنما # قصارى الفتى يوما مفارقة الدنيا

و ما هي إلا دولة بعد دولة # تخول ذا نعمى و تعقب ذا بلوى

إذا أنزلت هذا منازل رفعة # من الملك حطّت ذا إلى الغاية السفلى‌

ثم مرت كأنها الريح و لم تقف.

و لما بلغ سفيان بن عيينة قتل جعفر، و ما نزل بالبرامكة حول وجهه إلى القبلة، و قال:

اللهم إن جعفرا كان قد كفاني مئونة الدنيا فاكفه مئونة الآخرة. و كان جعفر من الكرم و العطاء على جانب عظيم، و أخباره في ذلك مشهورة، و في الدفاتر مسطورة، و لم يبلغ أحد من الوزراء منزلة بلغها جعفر من الرشيد، و كان الرشيد يسميه أخا، و يدخله معه في ثوبه، و أن الرشيد، لما قتل جعفرا، خلد أباه يحيى في السجن. و كانت البرامكة في الغاية من الجود و الكرم كما هو مشهور عنهم. و كانت مدة وزارتهم للرشيد سبع عشرة سنة.


[1] الرقاشي فلعله الفضل بن عبد الصمد بن الفضل الذي مدح البرامكة و رثاهم. و كان شاعرا مجيدا بصريا.

و مات سنة 200 هـ. و الأبيات في وفيات الأعيان: 1/340.

[2] الأبيات في وفيات الأعيان: 1/340. و نسبها إلى دعبل الخزاعي.

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 177
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست