نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري جلد : 2 صفحه : 160
نراه حراما و نفتي بتحريمه، حتى ورد علينا الأستاذ أبو الحسن الماسرجسي [1] ، فقال: إنه حلال فبعثنا منه جرابا للبادية، و سألنا عنه العرب؟فقالوا: هذا هو الجراد المبارك فرجعوا إلى قول العرب فيه.
العصفور:
بضم العين و حكى ابن رشيق في كتاب الغرائب: و الشذوذ عصفور بالفتح، و الأنثى عصفورة قال الشاعر:
كعصفورة في كفّ طفل يسومها # حياض الردى و الطفل يلهو و يلعب
و كنيته أبو الصعو و أبو محرز و أبو مزاحم و أبو يعقوب. قال حمزة: سمي عصفورا لأنه عصى وفر. و هو أنواع: منها ما يطرب بصوته و يعجب بصوته و حسنه و سيأتي إن شاء اللّه تعالى.
و العصفور الصرار، و هو الذي يجيب إذا دعى، من الصيرورة. و عصفور الجنة و هو الخطاف، و قد تقدم ذكرهما في بابيهما. و أما العصفور الدوري البيوتي، فإن في طباعه اختلافا، و ذلك أن فيه من طبائع السباع، و هو أكل اللحم، و لا يزق فراخه و من البهائم أنه ليس بذي مخلب و لا منسر، و إذا سقط على عود قدم أصابعه الثلاث و أخر الدابرة، و سائر أنواع الطير تقدم إصبعين و تؤخر إصبعين، و يأكل الحب و البقول. و يتميز الذكر منها بلحية سوداء كما للرجل و التيس و الديك.
و ليس في الأرض طائر من سبع و لا بهيمة أحنى من العصفور على ولده، و لا أشد له عشقا، و ذلك مشاهد عند أخذ فراخها. و وكره في العمران تحت السقوف خوفا من الجوارح، و إذا خلت مدينة من أهلها ذهبت العصافير منها، فإذا عادوا إليها عادت العصافير. و العصفور لا يعرف المشي، إنما يثب وثبا. و هو كثير السفاد، فربما سفد في الساعة الواحدة مائة مرة، و لذلك قصر عمره فإنه لا يعيش في الغالب أكثر من سنة. و لفرخه تدرب على الطيران، حتى إنه يدعى فيجيب. قال الجاحظ: بلغني أنه رجع من فرسخ.
و من أنواعه عصفور الشوك، و أكثر مأواه السياج. و زعم أرسطو أن بينه و بين الحمار عداوة، لأن الحمار إذا كان به دبر، حكه في الشوك الذي يأوي إليه هذا العصفور فيقتله. و ربما نهق الحمار، فتسقط فراخه أو بيضه من جوف وكره ، فلذلك هذا العصفور، إذا رأى الحمار رفرف فوق رأسه، و على عينيه و آذاه بطيرانه و صياحه.
و من أنواعه: القبرة و ستأتي إن شاء اللّه تعالى، في باب القاف. و من أنواعه حسون، و قد تقدم في باب الحاء، و البلبل و الصعو و الحمرة و العندليب و المكاكي و الصافر و التنوط و الوصع و البراقش و القبعة، و كلها في أماكنها مذكورة.
و في الأذكياء لابن الجوزي، أن رجلا رمى عصفورا فأخطأه، فقال له رجل: أحسنت فغضب و قال: أ تهزأ بي؟قال: لا، و لكن أحسنت إلى العصفور إذا لم تصبه. و رأيت في بعض التعاليق، أن المتوكل رمى عصفورا فلم يصبه و طار، فقال له ابن حمدان: أحسنت، فقال له
[1] الماسرجسي: أبو الحسن، محمد بن علي بن سهل بن مصلح النيسابوري، فقيه محدث شافعي، مات سنة 384 هـ.
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري جلد : 2 صفحه : 160