responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 153

و عجل هذه الأمة الدينار و الدرهم» . قال حجة الإسلام الغزالي: و كان أصل عجل قوم موسى، من حلية الذهب و الفضة. و قال الجوهري: قال بعضهم في قوله تعالى: عِجْلاً جَسَداً* [1] أي من ذهب أحمر انتهى.

و السبب في عبادة بني إسرائيل العجل، أن موسى عليه الصلاة و السلام وقت اللّه تعالى له ثلاثين ليلة، ثم أتمها بعشر، فلما عبر بهم البحر في يوم عاشوراء، بعد مهلك فرعون، و قومه، مروا على قوم لهم أوثان يعبدونها من دون اللّه تعالى. على تماثيل البقر، قال ابن جريج: و كان ذلك أول شأن العجل، فقال بنو إسرائيل لما رأوا ذلك: يا موسى اجعل لنا إلها أي تمثالا نعبده كما لهم آلهة. و لم يكن ذلك شكا من بني إسرائيل في وحدانية اللّه تعالى. و إنما معناه اجعل لنا شيئا نعظمه و نتقرب بتعظيمه إلى اللّه، و ظنوا أن ذلك لا يضر الديانة، و كان ذلك لشدة جهلهم. كما قال تعالى: إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ [2] و كان موسى عليه الصلاة و السلام وعد بني إسرائيل، و هم بمصر أن اللّه إذا أهلك عدوهم أتاهم بكتاب فيه بيان ما يأتون و ما يذرون. فلما فعل اللّه ذلك لهم، سأل موسى ربه الكتاب، فأمره بصوم ثلاثين يوما، فلما تمت الثلاثون أنكر خلوف فمه، فاستاك بعود خروب، و قيل: أكل من لحاء شجرة، فقالت له الملائكة: كنا نشم من فيك رائحة المسك فأفسدتها بالسواك، فأتمها بعشر، فلما مضت ثلاثون، كانت فتنتهم في العشر التي زادها.

و كان السامري من قوم يعبدون البقر، و كان قد أظهر الإسلام، و في قلبه من حب عبادة البقر شي‌ء، فابتلى اللّه به بني إسرائيل، فقال لهم السامري، و اسمه موسى بن ظفر: ائتوني بحلي بني إسرائيل، فجمعوا له، فاتخذ لهم منه عجلا جسدا، له خوار، و ألقي في فمه قبضة من تراب أثر فرس جبريل، فتحول عجلا جسدا لحما و دما له خوار و هو صوت البقر. كذا قاله ابن عباس و الحسن و قتادة، و أكثر أهل التفسير، و هو الأصح كما في البغوي و غيره. و قيل: كان جسدا مجسدا من ذهب لا روح فيه، و كان يسمع منه صوت. و قيل: إنه ما خار إلا مرة واحدة، فعكف عليه القوم للعبادة، من دون اللّه تعالى، يرقصون حوله و يتواجدون. و قيل إنه كان يخور كثيرا، كلما خار سجدوا له، و إذا سكت رفعوا رءوسهم، و قال وهب: كان يسمع منه الخوار و لا يتحرك. و قال السدي: كان يخور و يمشي، و الجسد بدن الإنسان، و لا يقال لغيره من الأجسام المغتذية جسد و قد يقال للجن أجساد، فكان عجل بني إسرائيل جسدا يصيح، كما تقدم. و لا يأكل و لا يشرب، قال اللّه تعالى: وَ أُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ اَلْعِجْلَ [3] أي حب العجل. و قال تعالى عن إبراهيم عليه السلام: فَجََاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ [4] قال قتادة: كان عامة مال إبراهيم عليه السلام البقر. و اختار سمينا زيادة في إكرامهم. و قال القرطبي: العجل في بعض اللغات الشاة، ذكره القشيري.

و كان عليه الصلاة و السلام مضيافا، و حسبك أنه وقف للضيافة أوقافا تمضيها الأمم على اختلاف أديانها و أجناسها. قال عون بن شداد: مسح جبريل عليه السلام العجل بجناحه، فقام مسرعا حتى لحق بأمه.


[1] سورة الأعراف: آية 148.

[2] سورة الأعراف: آية 138.

[3] سورة البقرة: آية 93.

[4] سورة الذاريات: آية 26.

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 153
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست