responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 154

و مما يحكى من محاسن القاضي محمد بن عبد الرحمن المعروف بابن قريعة، و وفاته سنة ثلاثين و ثلاثمائة أن العباس بن المعلى الكاتب، كتب إليه: ما يقول القاضي وفقه اللّه تعالى في يهودي زنى بنصرانية، فولدت ولدا، جسمه للبشر و وجهه للبقر، و قد قبض عليهما فما يرى القاضي فيهما؟ فكتب الجواب بديها: هذا من أعدل الشهود على الملاعين اليهود فإنهم أشربوا حب العجل في صدورهم حتى خرج من أيورهم و أرى أن يناط برأس اليهودي رأس العجل و يصلب على عنق النصرانية الرأس مع الرجل و يسحبا على الأرض، و ينادى عليهما ظلمات بعضها فوق بعض و السلام.

فائدة أخرى‌

: نقل القرطبي عن أبي بكر الطرطوشي رحمهما اللّه تعالى، أنه سئل عن قوم يجتمعون في مكان يقرءون شيئا من القرآن ثم ينشد لهم منشد شيئا من الشعر، فيرقصون و يطربون و يضربون بالدف و الشبابة هل الحضور معهم حلال أم لا؟فأجاب مذهب السادة الصوفية أن هذا بطالة و جهالة و ضلالة إلى آخر كلامه.

قلت: و قد رأيت أنه أجاب بلفظ غير هذا، و هو أنه قال: مذهب الصوفية بطالة و جهالة و ضلالة، و ما الإسلام إلا كتاب اللّه و سنة رسوله صلى اللّه عليه و سلم، و أما الرقص و التواجد فأول من أحدثه أصحاب السامري، لما اتخذ لهم عجلا جسدا، له خوار قاموا يرقصون حوله و يتواجدون، فهو دين الكفار و عباد العجل. و إنما كان مجلس النبي صلى اللّه عليه و سلم مع أصحابه، «كأنما على رءوسهم الطير» [1]

من الوقار، فينبغي للسلطان و نوابه أن يمنعوهم من الحضور في المساجد و غيرها، و لا يحل لأحد يؤمن باللّه و اليوم الآخر أن يحضر معهم، و لا يعينهم على باطلهم، هذا مذهب مالك و الشافعي و أبي حنيفة و أحمد و غيرهم من أئمة المسلمين.

فائدة أخرى‌

: روي أنه كان في بني إسرائيل رجل غني و له ابن عم فقير لا وارث له، سواه، فلما طال عليه موته قتله ليرثه و حوله إلى قرية أخرى، فألقاه بفنائها ثم أصبح يطلب بثأره، و جاء بناس إلى موسى عليه الصلاة و السلام فادعى عليهم القتل، فسألهم موسى فجحدوا فاشتبه أمر القتيل على موسى، قال الكلبي: و ذلك قبل نزول القسامة في التوراة فسألوا موسى أن يدعو اللّه ليبين لهم ذلك، فدعا اللّه، فأوحى إليه أن يعلمهم أن اللّه يأمرهم أن يذبحوا بقرة.

و روي أنه كان في بني إسرائيل رجل صالح، و له طفل له عجلة، فأتى بها إلى غيضة، و قال: اللهم إني أستودعك هذه العجلة لابني حتى يكبر، و مات الرجل. فصارت العجلة في الغيضة عوانا، و كانت تهرب من كل من رآها فلما كبر الابن، و كان بارا بأمه، كان يقسم الليل ثلاثة أثلاث: يصلي ثلثا، و ينام ثلثا، و يجلس عند رأس أمه ثلثا، و كان إذا أصبح، انطلق فاحتطب على ظهره، و أتى به السوق فيبيعه بما شاء اللّه، ثم يتصدق بثلثه و يأكل بثلثه و يعطي أمه ثلثه. فقالت أمه له يوما: إن أباك ورثك عجلة استودعها اللّه في غيضة كذا و كذا، فانطلق و ادع إله إبراهيم و إسماعيل و إسحاق و يعقوب أن يردها عليك. و علامتها أنك إذا نظرت إليها يخيل لك أن شعاع الشمس يخرج من جلدها، و كانت تسمى المذهبة لحسنها و صفرتها.


[1] رواه البخاري جهاد 37. و أبو داود طب 1، سنة 24. انظر أيضا. جمهرة الأمثال 2/121.

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 154
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست