نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري جلد : 2 صفحه : 119
الحكم
: يحرم أكلها للنهي عن قتلها، و روى البيهقي في سننه، عن سهل بن سعد الساعدي، أن النبي صلى اللّه عليه و سلم «نهى عن قتل خمسة: النملة و النحلة و الضفدع و الصرد و الهدهد» [1] .
و في مسند أبي داود الطيالسي، و سنن أبي داود و النسائي و الحاكم، عن عبد اللّه بن عثمان التيمي عن النبي صلى اللّه عليه و سلم، أن طبيبا سأله عن ضفدع يجعلها في دواء، «فنهاه صلى اللّه عليه و سلم عن قتلها» [2] . فدل على الضفدع يحرم أكلها و أنها غير داخلة فيما أبيح من دواب الماء. و قال بعض الفقهاء: إنما حرم الضفدع، لأنه كان جار اللّه في الماء الذي كان عليه العرش قبل خلق السموات و الأرض، قال [3]
تعالى: وَ كََانَ عَرْشُهُ عَلَى اَلْمََاءِ .
روى ابن عدي عن عبد اللّه بن عمر رضي اللّه تعالى عنهما، أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: «لا تقتلوا الضفادع، فإن نقيقها تسبيح» . قال السلمي: سألت الدارقطني عنه، فقال: إنه ضعيف، قلت:
الصواب أنه موقوف على عبد اللّه بن عمر رضي اللّه تعالى عنهما، قاله البيهقي، و قد تقدم في الخطاف. قال الزمخشري: إنها تقول في نقيقها سبحان الملك القدوس. و عن أنس: لا تقتلوا الضفادع، فإنها مرت بنار إبراهيم عليه السلام، فحملت في أفواهها الماء و كانت ترشه على النار.
و في شفاء الصدور لابن سبع، من حديث عبد اللّه بن عمرو بن العاص رضي اللّه تعالى عنهما، أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: «لا تقتلوا الضفادع فإن نقيقهن تسبيح» [4] .
و من أحكامه
: أنه ينجس بالموت كغيره من الحيوان الذي لا يؤكل. و نقل في الكفاية، عن الماوردي حكاية وجه أنه لا ينجس بالموت. و غلطه شيخنا، في النقل عنه، و قال: لا ذكر لهذا الوجه في الحاوي، و لا في غيره من كتبه ا هـ. و إذا ماتت في ماء قليل، قال النووي: إن قلنا لا تؤكل نجسته بلا خلاف. و حكى الماوردي في نجاسته قولين: أحدهما ينجس كما ينجس بسائر النجاسات، و الثاني يعفى عنه كدم البراغيث، و الأصح الأول. و لما قدم وفد اليمامة على أبي بكر رضي اللّه تعالى عنه، بعد قتل مسيلمة، قال لهم: ما كان صاحبكم يقول؟فاستعفوه من ذلك.
فقال: لتقولن، قالوا: كان يقول يا ضفدع ابنة ضفدع، كم تنقين أعلاك في الماء و أسفلك في الطين، لا الشارب تمنعين و لا الماء تكدرين.
ضفادع في ظلماء ليل تجاوبت # فدل عليها صوتها حية البحر
و قد تقدم ذكره و هو كقولهم [6] : «على أهلها دلّت براقش» . و هي كلبة سمعت وقع حوافر الدواب فنبحت فاستدلوا بنباحها على القبيلة فاستباحوهم قال حمزة بن بيض [7] :
لم يكن عن جناية لحقتني # لا يساري و لا يميني جنتني