responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 118

تنق، فإذا أبصرت النار سكتت، و لا تزال تدمن النظر إليها، و أول نشئها في الماء أن تظهر مثل حب الدخن أسود ثم تخرج منه، و هي كالدعموص، ثم بعد ذلك تنبت لها الأعضاء، فسبحان القادر على ما يشاء و ما يريد سبحانه لا إله إلا هو. و في الكامل لابن عدي، في ترجمة عبد الرحمن بن سعد بن عثمان بن سعد القرظ مؤذن النبي صلى اللّه عليه و سلم، عن جابر أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال‌ [1] «من قتل ضفدعا فعليه شاة محرما كان أو حلالا» . قال سفيان: يقال إنه ليس شي‌ء أكثر ذكرا للّه منه. و فيه، في ترجمة حماد بن عبيد، أنه روى عن جابر الجعفي عن عكرمة عن ابن عباس رضي اللّه تعالى عنهما أن ضفدعا ألقت نفسها في النار من مخافة اللّه فأثابهن اللّه بها برد الماء و جعل نقيقهن التسبيح. و قال‌ [2] «نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن قتل الضفدع و الصرد و النحلة» قال: و لا أعلم لحماد بن عبيد غير هذا الحديث. قال البخاري: لا يصح حديثه، و قال أبو حاتم: ليس بصحيح الحديث.

و في كتاب الزاهر لأبي عبد اللّه القرطبي، أن داود عليه السلام قال: لأسبحن اللّه الليلة تسبيحا ما سبحه به أحد من خلقه، فنادته ضفدعة من ساقية في داره: يا داود تفتخر على اللّه بتسبيحك، و إن لي لسبعين سنة ما جف لساني من ذكر اللّه تعالى، و إن لي لعشر ليال ما طعمت خضرا و لا شربت ماء اشتغالا بكلمتين. فقال: ما هما؟قالت: يا مسبحا بكل لسان، و مذكورا بكل مكان، فقال داود في نفسه: و ما عسى أن أقول أبلغ من هذا؟.

و روى البيهقي في شعبه عن أنس بن مالك أنه قال: إن نبي اللّه داود ظن في نفسه أن أحدا لم يمدح خالقه بأفضل مما مدحه به، فأنزل اللّه عليه ملكا و هو قاعد في محرابه، و البركة إلى جنبه، فقال: يا داود افهم ما تصوت به هذه الضفدعة فأنصت إليها، فإذا هي تقول: سبحانك و بحمدك منتهى علمك. فقال له الملك: كيف ترى؟فقال: و الذي جعلني نبيا إني لم أمدحه بهذا. و في كتاب فضل الذكر لجعفر بن محمد بن الحسن الغرياني‌ [3] الحافظ العلامة، عن عكرمة، أنه قال: صوت الضفدع تسبيح. و فيه أيضا عن الأعمش عن أبي صالح، أنه سمع صوت صرير باب، فقال: هذا منه تسبيح.

فائدة

: قال الرئيس ابن سينا: إذا كثرت الضفادع في سنة، و زادت عن العادة، يقع الوباء عقبها. و قال القزويني: الضفادع تبيض في الرمل مثل السلحفاة، و هي نوعان: جبلية و مائية.

و نقل الزمخشري في الفائق، عن عمر بن عبد العزيز رضي اللّه تعالى عنه، قال: سأل رجل ربه أن يريه موضع الشيطان من قلب ابن آدم، فرأى فيما يرى النائم رجلا كالبلور، يرى داخله من خارجه، و رأى الشيطان في صورة ضفدع له خرطوم كخرطوم البعوضة، قد أدخله في منكبه الأيسر إلى قلبه يوسوس له، فإذا ذكر اللّه خنس. و سيأتي إن شاء اللّه تعالى، ذكر هذا أيضا في لفظ الكركي، من كلام السهيلي.


[1] رواه ابن عدي في الكامل 4/1623.

[2] رواه ابن حنبل 3-453. و ابن ماجة: صيد 10.

[3] الصحيح هو الفريابي أبو بكر القاضي جعفر بن محمد بن الحسن بن المستفاض كذا في سير أعلام النبلاء 14/96، و هو من كبار المحدثين تركي الأصل، حدث بمصر و بغداد.

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 118
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست