نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري جلد : 2 صفحه : 117
و من أمثال العامة السائرة «أكسل من الضريس» ، لأنه يلقي رجيعه على أولاده.
الضغبوس:
ولد الثرملة، و قد تقدم في باب الثاء المثلثة أنها أنثى الثعالب.
الضفدع:
بكسر الضاد و سكون الفاء و العين المهملة بينهما دال مهملة، مثال الخنصر، واحد الضفادع، و الأنثى ضفدعة و ناس يقولون: ضفدع بفتح الدال، قال الخليل: ليس في الكلام فعلل إلا أربعة أحرف: درهم و هجرع و هو الطويل و هبلع و هو الأكول، و بلعم و هو اسم. و قال ابن الصلاح: الأشهر فيه، من حيث اللغة، كسر الدال و فتحها، أشهر في ألسنة العامة و أشباه العامة من الخاصة و قد أنكره بعض أئمة اللغة، و قال البطليوسي، في شرح أدب الكاتب: و حكي أيضا ضفدع، بضم الضاد و فتح الدال، و هو نادر. و حكاه المطرزي أيضا، قال في الكفاية: و ذكر الضفادع يقال له العلجوم، بضم العين و الجيم و إسكان اللام و الواو و آخره ميم. و يقال للضفدع أبو المسيح و أبو هبيرة و أبو معبد و أم هبيرة.
و الضفادع أنواع كثيرة، و تكون من سفاد و غير سفاد، و تتولد من المياه القائمة الضعيفة الجري، و من العفونات و عقب الأمطار الغزيرة، حتى يظن أنه يقع من السحاب لكثرة ما يرى منه على الأسطحة، عقب المطر و الريح. و ليس ذلك عن ذكر و أنثى و إنما اللّه تعالى يخلقه في تلك الساعة، من طباع تلك البرية، و هي من الحيوانات التي لا عظام لها. و منها ما ينق و ما لا ينق، و الذي ينق منها يخرج صوته من قرب أذنه، و توصف بحدة السمع إذا تركت النقيق و كانت خارج الماء، و إذا أرادت أن تنق أدخلت فكها الأسفل في الماء، و متى دخل الماء في فيها لا تنق. و ما أظرف قول الشاعر و قد عوتب على قلة كلامه:
قالت الضفدع قولا # فسرته الحكماء
في فمي ماء و هل ينطق # من في فيه ماء
قال عبد القاهر: و الثعبان يستدل بصياح الضفدع عليه، فيأتي على صياحه فيأكله. و أنشد في ذلك يقول [1] :
يجعل في الأشداق ماء ينصفه # حتى ينقّ و النقيق يتلفه
قوله: ينصفه بضم الياء المثناة تحت، و اسكان النون و كسر الصاد المهملة، و ليس المراد هنا العدل بل المراد حتى يبلغ نصف فكه الأعلى، و قوله: و النقيق يتلفه أراد به الضفادع إذا صاحت يتبعها الثعبان فيجيء فيأكلها و في ذلك يقول [2] الشاعر:
ضفادع في ظلماء تجاوبت # فدلّ عليها صوتها حية البحر
و حية البحر الأفعى التي تكون في البر، و هي تعيش في البر و البحر كما تقدم. و يعرض لبعض الضفادع مثل ما يعرض لبعض الوحوش من رؤية النار حيرة إذا رأتها و تتعجب منها إلا أنها