responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 116

قال: فلما أصبحت أتى الفرج، و زال الخوف و الحرج. و في سراج الملوك، للإمام العلامة الطرطوشي، عن عبد اللّه بن حمدون قال: كنت مع المتوكل، لما خرج إلى دمشق، فركب يوما إلى رصافة هشام بن عبد الملك بن مروان فنظر إلى قصورها، ثم خرج فرأى ديرا هناك، قديما حسن البناء، بين مزارع و أنهار و أشجار، فدخله فبينما هو يطوف، إذ أبصر رقعة قد التصقت في صدره، فأمر بقلعها فإذا فيها هذه الأبيات:

أيا منزلا بالدير أصبح خاليا # تلاعب فيه شمأل و دبور [1]

كأنك لم يسكنك بيض أوانس # و لم تتبختر في فنائك حور

و أبناء أملاك غواشم سادة # صغيرهم عند الأنام كبير

إذا لبسوا أدراعهم فعوابس # و إن لبسوا تيجانهم فبدور

على أنهم يوم اللقاء دراغم # و أيديهم يوم العطاء بحور

ليالي هشام بالرّصافة قاطن # و فيك ابنه يا دير و هو أمير

إذ الدهر غضّ و الخلافة لدنة # و عيش بني مروان فيك نضير

و يروى:

و روضك مرتاض و نورك مزهر # و عيش بني مروان فيك نضير

بلى فسقاك اللّه صوب غمامة # عليك بها بعد الرواح بكور

تذكرت قومي خاليا فبكيتهم # بشجو و مثلي بالبكاء جدير

فعزّيت نفسي و هي نفس إذا جرى # لها ذكر قومي أنة و زفير

لعلّ زمانا بالبكاء يوما عليهم # لهم بالذي تهوى النفوس يدور

فيفرح محزون و ينعم بائس # و يطلق من ضيق الوثاق أسير

رويدك إن اليوم يتبعه غد # و إنّ صروف الدائرات تدور

فلما قرأها المتوكل ارتاع و تطير، و قال: أعوذ باللّه من شر أقداره، ثم دعا صاحب الدير و سأله عن الرقعة و من كتبها؟فقال: لا علم لي بهما ا هـ.

و ذكر غيره، أنه بعد عوده إلى بغداد، لم يلبث إلا أياما قلائل حتى قتله ابنه المنتصر. و قد تقدم ذكر قتله و كيفيته، في باب الهمزة، في الاوز في ذكر الخلفاء.

و ذكر ابن خلكان، في تاريخه في ترجمة علي بن محمد بن أبي الحسن الشابشتي‌ [2] ، أن الواقعة كانت للرشيد، قال: و لم نعرف نسبة الشابشتي إلى أي شي‌ء.

الضريس:

الطيهوج، و سيأتي إن شاء اللّه تعالى، في باب الطاء المهملة.


[1] الشمأل: ريح الشمال. الدّبور: ريح تقابل الصّبا.

[2] الشابشتي: في وفيات الأعيان 3/319. هو أبو الحسين علي بن محمد الشابشتي الكاتب كان أديبا فاضلا، تعلق بخدمة العزيز بن المعز العبيدي صاحب مصر. مات سنة 390 هـ.

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 116
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست