responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 5  صفحه : 41

أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، كلّهم بدريّ؛ ثم دخل على عثمان و معه الكتاب و الغلام و البعير، و قال له عليّ: هذا الغلام غلامك؟قال: نعم. و البعير بعيرك؟قال: نعم و الخاتم خاتمك؟قال: نعم. قال: فأنت كتبت الكتاب؟قال: لا!و حلف باللّه: ما كتبت الكتاب، و لا أمرت به، و لا وجهت الغلام إلى مصر قطّ. و أما الخط فعرفوا أنه خط مروان، فشكّوا في أمر عثمان، و سألوه أن يدفع إليهم مروان؛ فأبى؛ و كان مروان عنده في الدار؛ فخرج أصحاب محمد من عنده غضابا، و شكوا في أمر عثمان و علموا أنه لا يحلف باطلا، إلا أن قوما قالوا: لا نبرئ عثمان، إلا أن يدفع إلينا مروان، حتى نمتحنه و نعرف أمر هذا الكتاب، و كيف يأمر بقتل رجال من أصحاب محمد صلّى اللّه عليه و سلم بغير حق!فإن يك عثمان كتبه عزلناه، و إن يك مروان كتبه على لسانه نظرنا في أمره. و لزموا بيوتهم، و أبي عثمان أن يخرج إليهم مروان و خشي عليه القتل، و حاصر الناس عثمان و منعوه الماء؛ فأشرف عليهم؛ فقال: أ فيكم عليّ؟قالوا: لا.

قال: فيكم سعد؟قالوا: لا. فسكت ثم قال: أ لا أحد يبلغ عليا فيسقينا ماء؟فبلغ ذلك عليا، فبعث إليه ثلاث قرب مملوءة ماء، فما كادت تصل إليه، و جرح من سببها عدة من موالي بن هاشم و بني أمية حتى وصل إليه الماء؛ فبلغ عليا أن عثمان يراد قتله، فقال: إنما أردنا منه مروان، فأما قتل عثمان فلا. و قال للحسن و الحسين: اذهبا بسيفيكما حتى تقوما على باب عثمان، فلا تدعا أحدا يصل إليه بمكروه. و بعث الزبير ولده، و بعث طلحة ولده على كره منه، و بعث عدة من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أبناءهم ليمنعوا الناس أن يدخلوا على عثمان، و سألوه إخراج مروان. و رمى الناس عثمان بالسهام حتى خضب الحسن بن علي بالدماء على بابه، و أصاب مروان سهم في الدار، و خضب محمد بن طلحة، و شجّ قنبر مولى عليّ، و خشي محمد بن أبي بكر أن تغضب بنو هاشم لحال الحسن و الحسين فيثيرونها فأخذ بيدي رجلين فقال لهما: إذا جاءت بنو هاشم فرأوا الدماء على وجه الحسن و الحسين كشف الناس عن عثمان و بطل ما نريد، و لكن مروا بنا حتى نتسوّر [1] عليه الدار فنقتله من غير أن يعلم أحد.


[1] تسوّر الحائط: أي علاه و تسلقه.

نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 5  صفحه : 41
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست