نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 5 صفحه : 42
فتسوّر محمد بن أبي بكر و صاحباه من دار رجل من الأنصار. و يقال: من دار عمرو ابن حزم الأنصاري، و مما يدل على ذلك قول الأحوص:
لا ترثينّ لحزميّ ظفرت به # طرّا و لو طرح الحزمي في النار
الباخسين [1] بمروان بذي خشب # و المدخلين على عثمان في الدار
فدخلوا عليه و ليس معه إلا امرأته نائلة بنت الفرافصة؛ و المصحف في حجره، و لا يعلم أحد ممن كان معه، لأنهم كانوا على البيوت، فتقدّم إليه محمد[ابن أبي بكر]و أخذ بلحيته. فقال له عثمان: أرسل لحيتي يا بن أخي، فلو رآك أبوك لساءه مكانك!فتراخت يده عن لحيته، و غمز الرجلين فوجآه بمشاقص [2] معهما حتى قتلاه، و خرجوا هاربين من حيث دخلوا؛ و خرجت امرأته فقالت: إن أمير المؤمنين قد قتل! فدخل الحسن و الحسين و من كان معهما فوجدوا عثمان مذبوحا؛ فأكبّوا عليه يبكون.
و بلغ الخبر عليا و طلحة و الزبير و سعدا و من كان بالمدينة: فخرجوا و قد ذهبت عقولهم حتى دخلوا على عثمان فوجدوه مقتولا؛ فاسترجعوا؛ و قال علي لابنيه: كيف قتل أمير المؤمنين و أنتما على الباب؟و رفع يده فلطم الحسين و ضرب صدر الحسن، و شتم محمد ابن طلحة، و لعن عبد اللّه بن الزبير؛ ثم خرج عليّ و هو غضبان، يرى أن طلحة أعان عليه، فلقيه طلحة فقال: مالك يا أبا الحسن ضربت الحسن و الحسين؟فقال عليك و عليهما لعنة اللّه!يقتل أمير المؤمنين و رجل من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلم بدريّ و لم تقم بينة و لا حجة؟فقال طلحة: لو دفع مروان لم يقتل. فقال: لو دفع مروان قتل قبل أن تثبت عليه حجة!و خرج عليّ فأتى منزله؛ و جاءه القوم كلهم يهرعون إليه:
أصحاب محمد و غيرهم، يقولون أمير المؤمنين علي بن أبي طالب. فقال: ليس ذلك إلا لأهل بدر، فمن رضي به أهل بدر فهو خليفة. فلم يبق أحد من أهل بدر إلا أتى عليا، فقالوا: ما نرى أحدا أولى بها منك، فمدّ يدك نبايعك. فقال: أين طلحة و الزبير؟فكانا. أول من بايعه، طلحة بلسانه، و سعد بيده.