responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 5  صفحه : 40

على مسيرة ثلاثة أيام من المدينة، إذا هم بغلام أسود على بعير يخبط الأرض خبطا كأنه رجل يطلب أو يطلب، فقال له أصحاب محمد: ما قصتك و ما شأنك؟كأنك هارب أو طالب!فقال: أنا غلام أمير المؤمنين، وجّهني إلى عامل مصر. فقالوا: هذا عامل مصر معنا. قال: ليس هذا أريد. و أخبر بأمره محمد بن أبي بكر، فبعث في طلبه فأتي به؛ فقال له: غلام من أنت؟قال: فأقبل مرة يقول: غلام أمير المؤمنين، و مرة: غلام مروان؛ حتى عرفه رجل منهم أنه لعثمان، فقال له محمد: إلى من أرسلت؟قال: إلى عامل مصر. قال: بما ذا؟قال: برسالة. قال: معك كتاب؟قال:

لا. ففتشوه فلم يوجد مع شي‌ء إلا إداوة [1] قد يبست فيها شي‌ء يتقلقل، فحركوه ليخرج فلم يخرج، فشقّوا الإداوة، فإذا فيها كتاب من عثمان إلى ابن أبي سرح، فجمع محمد من كان معه من المهاجرين و الأنصار و غيرهم، ثم فك الكتاب بمحضر منهم، فإذا فيه:

إذا جاءك محمد و فلان فاحتل لقتلهم، و أبطل كتابهم، و قرّ على عملك حتى يأتيك رأيي، و احتبس من جاء يتظلم منك، ليأتيك في ذلك رأيي إن شاء اللّه.

فلما قرءوا الكتاب فزعوا و عزموا على الرجوع إلى المدينة، و ختم محمد الكتاب بخواتم القوم الذين أرسلوا معه، و دفعوا الكتاب إلى رجل منهم، و قدموا المدينة، فجمعوا عليا و طلحة و الزبير و سعدا و من كان من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم؛ ثم فكوا الكتاب بمحضر منهم و أخبروهم بقصة الغلام، و أقرءوهم الكتاب فلم يبق أحد في المدينة إلا حنق على عثمان، و ازداد من كان منهم غاضبا لابن مسعود و أبي ذر و عمار بن ياسر، غضبا و حنقا؛ و قام أصحاب النبي عليه السلام فلحقوا منازلهم، ما منهم أحد إلا و هو مغتمّ بما قرءوا في الكتاب، و حاصر الناس عثمان، و أجلب عليه محمّد بن أبي بكر بني تيم و غيرهم و أعانه طلحة بن عبيد اللّه على ذلك، و كانت عائشة تحرّضه كثيرا، فلما رأى ذلك عليّ بعث إلى طلحة و الزبير و سعد و عمار، و نفر من


[1] الإداوة: إناء صغير يحمل فيه الماء.

نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 5  صفحه : 40
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست