responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 5  صفحه : 39

أنت مخبري كيف قتل عثمان: ما كان شأن الناس و شأنه، و لم خذله أصحاب محمد صلّى اللّه عليه و سلم؟ فقال: قتل عثمان مظلوما، و من قتله كان ظالما، و من خذله كان معذورا.

قلت: و كيف ذاك؟ قال: إن عثمان لما ولي كره ولايته نفر من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم؛ لأن عثمان كان يحب قومه، فولي الناس اثنتي عشرة سنة، و كان كثيرا ما يولّي بني أمية، ممن لم يكن له من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم صحبة، و كان يجي‌ء من أمرائه ما ينكره أصحاب محمد، فكان يستعتب فيهم فلا يعزلهم؛ فلما كان في الحجج الآخرة استأمر بني عمه فخرجوا، فولاهم و أمرهم بتقوى اللّه و ولى عبد اللّه بن أبي سرح مصر، فمكث عليها سنين، فجاء أهل مصر يشكونه و يتظلمون منه. و من قبل ذلك كانت من عثمان هناة إلى عبد اللّه بن مسعود، و أبي ذر، و عمار بن ياسر، فكانت هذيل و بنو زهرة في قلوبهم ما فيها لابن مسعود، و كانت بنو غفار و أحلافها و من غضب لأبي ذر في قلوبهم ما فيها، و كانت بنو مخزوم قد حنقت على عثمان بما نال عمار بن ياسر، و جاء أهل مصر يشكون من ابن سرح، فكتب إليه عثمان كتابا يتهدد، فأبى ابن سرح أن يقبل ما نهاه عثمان عنه، و ضرب رجلا ممن أتى عثمان فقتله، فخرج من أهل مصر سبعمائة رجل إلى المدينة، فنزلوا المسجد، و شكوا إلى أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم في مواقيت الصلاة ما صنع ابن أبي سرح؛ فقام طلحة بن عبيد اللّه فكلم عثمان بكلام شديد، و أرسلت إليه عائشة: قد تقدم إليك أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و سألوك عزل هذا الرجل فأبيت أن تعزله، فهذا قد قتل منهم رجلا؛ فأنصفهم من عاملك. و دخل عليه عليّ و كان متكلّم القوم. فقال: إنما سألوك رجلا مكان رجل، و قد ادّعوا قبله دما؛ فاعزله عنهم، و اقض بينهم، و إن وجب عليه حق فأنصفهم منه. فقال لهم:

اختاروا رجلا أولّه عليكم مكانه. فأشار الناس عليه بمحمد بن أبي بكر فقالوا:

استعمل علينا محمد بن أبي بكر. فكتب عهده و ولاّه، و أخرج معهم عدة من المهاجرين و الأنصار ينظرون فيما بين أهل مصر و ابن أبي سرح، فخرج محمد و من معه؛ فلما كان

نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 5  صفحه : 39
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست