responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 5  صفحه : 164

و جعل ينظر إلى أبواب المسجد و الناس يهجمون عليه، فيقول: من هؤلاء؟فيقال له: أهل مصر. قال: قتلة عثمان!فحمل عليهم، و كان فيهم رجل من أهل الشام، يقال له خلبوب، فقال لأهل الشام. أ ما تستطيعون إذا ولى‌ [1] ابن الزبير أن تأخذوه بأيديكم؟قالوا: و يمكنك أنت أن تأخذه بيدك؟قال: نعم. قالوا: فشأنك. فأقبل و هو يريد أن يحتضنه، و ابن الزبير يرتجز و يقول:

لو كان قرني واحدا كفيته‌

فضربه ابن الزبير بالسيف فقطع يده، فقال خلبوب: حس!قال ابن الزبير: اصبر خلبوب.

قال: و جاءه حجر من حجارة المنجنيق، فأصاب قفاه، فسقط؛ فاقتحم أهل الشام عليه، فما همّوا بقتله حتى سمعوا جارية تبكي و تقول: وا أمير المؤمنيناه!فحزّوا رأسه و ذهبوا به إلى الحجاج.

و قتل معه: عبد اللّه بن صفوان، و عمارة بن حزم، و عبد اللّه بن مطيع.

قال أبو معشر: و بعت الحجاج برءوسهم إلى المدينة، فنصبوها للناس، فجعلوا يقرّبون رأس ابن صفوان إلى رأس ابن الزبير كأنه يسارّه و يلعبون بذلك؛ ثم بعث برءوسهم إلى عبد الملك بن مروان.

فخرجت أسماء إلى الحجاج فقالت له: أ تأذن لي أن أدفنه، فقد قضيت أربك منه؟قال: لا!ثم قال لها: ما ظنّك برجل قتل عبد اللّه بن الزبير؟قالت: حسيبه‌ [2]

اللّه!فلما منعها أن تدفنه قالت. أما إني سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول: يخرج من ثقيف رجلان: الكذاب و المبير!فأما الكذاب فالمختار، و أما المبير [3] فأنت. فقال الحجاج: اللهم مبير لا كذاب.


[1] ولى: أدبر.

[2] حسيب اللّه: أي انتقم اللّه منه.

[3] المبير: المهلك.

نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 5  صفحه : 164
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست