responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 5  صفحه : 163

فنأخذ الأمان لأنفسنا، و إما أن تأذن لنا فنخرج. فقال ابن الزبير: لقد كنت عاهدت اللّه لا يبايعني أحد فأقبله بيعته إلا ابن صفوان، فقال له ابن صفوان: أمّا أنا فإني أقاتك معك حتى أموت بموتك، و إنها لتأخذني الحفيظة أن أسلمت في مثل هذه الحالة!قال له رجل آخر: اكتب إلى عبد الملك بن مروان. فقال له: كيف أكتب:

من عبد اللّه أمير المؤمنين إلى عبد الملك بن مروان؟فو اللّه لا يقبل هذا أبدا؛ أم أكتب: لعبد الملك بن مروان أمير المؤمنين من عبد اللّه بن الزبير؟فو اللّه لأن تقع الخضراء [1] على الغبراء [2] أحبّ إليّ من ذلك!فقال عروة بن الزبير و هو جالس معه على السرير: يا أمير المؤمنين قد جعل اللّه لك أسوة. قال: من هو؟قال: حسن بن عليّ، خلع نفسه و بايع معاوية. فرفع ابن الزبير رجله فضرب بها عروة حتى ألقاه عن السرير، و قال: يا عروة، قلبي إذا مثل قلبك، و اللّه لو قبلت ما يقولون ما عشت إلا قليلا و قد أخذت الدنيّة، و إن ضربة بسيف في عزّ خير من لطمة في ذل.

فلما أصبح دخل عليه بعض نسائه-و هي أم هاشم بنت منصور بن زياد الفزارية -فقال لها: اصنعي لنا طعاما. فصنعت له كبدا و سناما، فأخذ منهما لقمة فلاكها ثم لفظها [3] ؛ ثم قال: اسقوني لبنا. فأتي بلبن، فشرب منه، ثم قال: هيئوا لي غسلا! فاغتسل ثم تحنط و تطيّب، ثم نام نومة و خرج.

و دخل على أمه أسماء ابنة أبي بكر ذات النطاقين‌ [4] ، و هي عمياء و قد بلغت مائة سنة، فقال: يا أماه، ما ترين؟قد خذلني الناس و خذلني أهل بيتي!فقالت: لا يلعبنّ بك صبيان بني أمية: عش كريما و مت كريما! فخرج فأسند ظهره إلى الكعبة و معه نفر يسير فجعل يقاتلهم و يهزمهم و هو يقول:

و يلمّه!يا له فتحا لو كان له رجال!فناداه الحجاج: قد كان لك رجال فضيّعتهم!


[1] الخضراء: السماء؛ للونها الأخضر.

[2] الغبراء: الأرض.

[3] لفظ: رمى و طرح.

[4] النطاقين: النطاق: حزام يشدّ به الوسط.

نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 5  صفحه : 163
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست