نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 5 صفحه : 13
أقبل على أبيّ فقال: هذا ما قلت لك قال: فأوص بنا. فخرج يخط برجليه حتى صار على المنبر ثم قال:
يا معشر المهاجرين إنكم أصبحتم تزيدون، و أصبحت الأنصار كما هي لا تزيد، ألا و إن الناس يكثرون و تقل الأنصار حتى يكونوا كالملح في الطعام فمن ولي من أمرهم شيئا فليقبل من محسنهم و يعف عن مسيئهم.
ثم دخل، فلما توفي، قيل لي: هاتيك الأنصار مع سعد بن عبادة يقولون: نحن أولى بالأمر. و المهاجرون يقولون: لنا الأمر دونكم!فأتيت أبيا فقرعت بابه، فخرج إليّ ملتحفا، فقلت: ألا أراك قاعدا ببيتك مغلقا عليك بابك، و هؤلاء قومك في بني ساعدة ينازعون المهاجرين، فأخرج إلى قومك فخرج، فقال:
إنكم و اللّه ما أنتم من هذا الأمر في شيء، و إنه لهم دونكم؛ يليها من المهاجرين رجلان، ثم يقتل الثالث، و ينزع الأمر فيكون هاهنا-و أشار إلى الشام-و إن هذا الكلام لمبلول بريق رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم. ثم أغلق بابه و دخل.
و من حديث حذيفة قال: كنا جلوسا عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فقال: «إنّي لا أدري ما بقائي فيكم؛ فاقتدوا باللذين من بعدي-و أشار إلى أبي بكر و عمر-و اهتدوا بهدى عمّار، و ما حدثكم ابن مسعود فصدّقوه.
الذين تخلفوا عن بيعة أبي بكر
عليّ، و العباس، و الزبير، و سعد بن عبادة، فأما علي و العباس و الزبير فقعدوا في بيت فاطمة حتى بعث إليهم أبو بكر عمر بن الخطاب ليخرجوا من بيت فاطمة، و قال له: إن أبوا فقاتلهم. فأقبل بقبس من نار على أن يضرم عليهم الدار، فلقيته فاطمة فقالت: يا ابن الخطاب، أ جئت لتحرق دارنا؟قال: نعم، أو تدخلوا فيما دخلت فيه الأمة!فخرج علي حتى دخل على أبي بكر فبايعه، فقال له أبو بكر:
أكرهت إمارتي؟فقال: لا، و لكني آليت أن لا أرتدي بعد موت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 5 صفحه : 13