responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 5  صفحه : 12

نفسي، فقال أبو بكر: على رسلك يا عمر. فما ترك كلمة كنت زوّرتها في نفسي إلا تكلم بها، و قال:

نحن المهاجرون؛ أوّل الناس إسلاما، و أكرمهم أحسابا، و أوسطهم دارا، و أحسنهم وجوها، و أمسّهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم رحما؛ و أنتم إخواننا في الإسلام، و شركاؤنا في الدين، نصرتم و واسيتم، فجزاكم اللّه خيرا؛ فنحن الأمراء و أنتم الوزراء، لا تدين العرب إلا لهذا الحيّ من قريش، فلا تنفسوا على إخوانكم المهاجرين ما فضّلهم اللّه به؛ فقد قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم: الأئمة من قريش. و قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين. يعني عمر بن الخطاب، و أبا عبيدة بن الجراح.

فقال عمر: يكون هذا و أنت حي؟ما كان أحد ليؤخّرك عن مقامك الذي أقامك فيه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم.

ثم ضرب على يده فبايعه، و بايعه الناس و ازدحموا على أبي بكر، فقال الأنصار:

قتلتم سعدا!فقال عمر: اقتلوه قتله اللّه فإنه صاحب فتنة! فبايع الناس أبا بكر، و أتوا به المسجد يبايعونه، فسمع العباس و على التكبير في المسجد و لم يفرغوا من غسل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فقال علي: ما هذا؟قال العباس: ما رؤي مثل هذا قط ما قلت لك.

و من حديث النعمان بن بشير الأنصاري: لما ثقل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم تكلم الناس فيمن يقوم بالأمر بعده، فقال قوم: أبو بكر، و قال قوم: أبي بن كعب. قال النعمان بن بشير: فأتيت أبيا فقلت: يا أبيّ، الناس قد ذكروا أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يستخلف أبا بكر أو إياك، فانطلق حتى تنظر في هذا الأمر، فقال: إن عندي في هذا أمر من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم شيئا ما أنا بذاكره حتى يقبضه اللّه إليه. ثم انطلق و خرجت معه حتى دخلنا على النبي صلّى اللّه عليه و سلم بعد الصبح، و هو يحسو حسوا في قطعة مشعوبة [1] ، فلما فرغ


[1] المشعوبة: التي أصلحت.

نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 5  صفحه : 12
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست