responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 4  صفحه : 37

و مدح أعرابي رجلا فقال: كان و اللّه للإخاء و صولا، و للمال بذولا، و كان الوفاء بهما عليه كفيلا، فمن فاضله كان مفضولا.

و قيل لأعرابي: ما البلاغة؟قال: التباعد من حشو الكلام، و الدلالة بالقليل على الكثير.

و مدح أعرابي: رجلا فقال: كان و اللّه من شجر لا يخلف ثمره، و من بحر لا يخاف كدره.

و ذكر أعرابي رجلا فقال: ذاك و اللّه فتى زانه اللّه بالخير ناشئا، فأحسن لبسه، و زين به نفسه.

و مدح أعرابي رجلا فقال: يصم أذنيه عن استماع الخنا [1] ، و يخرس لسانه عن التكلم به؛ فهو الماء الشّريب‌ [2] ، و المصقع الخطيب.

و ذكر أعرابي رجلا فقال: ذاك رجل سبق إليّ معروفه قبل طلبي إليه، فالعرض وافر، و الوجه بمائه، و ما أستقل بنعمة إلا أثقلني بأخرى.

و ذكر أعرابي رجلا فقال: ذاك رضيع الجود و المفطوم به، عيّ عن الفحشاء، معتصم بالتقوى؛ إذا خرست الألسن عن الرأي حذف‌ [3] بالصواب كما يحذف الأرنب، فإن طالت الغاية و لم يكن من دونها نهاية تمهل أمام القوم سابقا.

و ذكر أعرابي رجلا فقال: إن جليسه لطيب عشرته أطرب من الإبل على الحداء، و الثمل على الغناء.

و ذكر أعرابي رجلا فقال: كان له علم لا يخالطه جهل، و صدق لا يشوبه كذب، كأنه الوبل عند المحل.

و ذكر أعرابي رجلا فقال: ما رأيت أعشق للمعروف منه، و ما رأيت المنكر أبغض لأحد منه.


[1] الخنا: الفحش في الكلام.

[2] الشريب: العذب.

[3] حذف: رمى.

نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 4  صفحه : 37
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست