responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 4  صفحه : 36

عن فساد، لحديث السوء غير منقاد.

و قال أعرابي: إن فلانا «نعم» للسانه قبل أن يخلق لسانه لها: فما تراه الدهر إلا و كأنه لا غنى له عنك و إن كنت إليه أحوج؛ إذا أذنبت إليه غفر و كأنه المذنب، و إذا أسأت إليه أحسن و كأنه المسي‌ء.

و ذكر أعرابي رجلا فقال: اشترى و اللّه عرضه من الذي؛ فلو كانت الدنيا له فأنفقها لرأى بعدها عليه حقوقا، و كان منهاجا للأمور المشكلة إذا تناجز الناس باللائمة.

و مدح أعرابيّ رجلا فقال: كان و اللّه يغسل من العار وجوها مسودة، و يفتح من الرأي عيونا منسدة.

و ذكر أعرابي رجلا فقال: ذاك و اللّه ينفع سلمه و لا يستمر ظلمه؛ إن قال فعل، و إن ولى عدل.

و مدح أعرابي رجلا فقال: ذاك و اللّه يعني في طلب المكارم، غير ضال في مسالك طرقها، و لا مشتغل عنها بغيرها.

و ذكر أعرابي رجلا فقال: يفوّق الكلمة على المعنى فتمرق مروق السهم من الرميّة، فما أصاب قتل، و ما أخطأ أشوى‌ [1] ، و ما عظعظ [2] له سهم منذ تحرك لسانه في فيه.

و ذكر أعرابي أخاه فقال: كان و اللّه ركوبا للأهوال، غير ألوف لربّات الحجال؛ إذا أرعد القوم من غير كرّ، يهين نفسا كريمة على قومها، غير مبقية لغد ما في يومها.

و مدح رجل رجلا فقال: كأن الألسن ريضت‌ [3] فما تنعقد إلا على ودّه، و لا تنطق إلا بثنائه.


[1] أشوى: أصاب الشوى؛ و الشوى كل ما ليس مقتلا كاليدين و الرجلين.

[2] عظعظ: مر مضطربا و لم يقصد.

[3] ريضت: ذللت.

نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 4  صفحه : 36
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست