responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 4  صفحه : 35

و دخل أعرابي على رجل من الولاة فقال: أصلح اللّه الأمير، اجعلني زماما من أزمتك تجرّبه الأعداء، فإني مسعر حرب، و ركّاب نجب، شديد على الأعداء لين على الأصدقاء؛ منطوي الحصيلة، قليل الثميلة [1] ، نومي غرار [2] ، قد غذتني الحرب بأفاويقها، و حلبت الدهر أشطره؛ و لا تمنعك مني الدمامة؛ فإن من تحتها شهامة.

و ذكر أعرابي رجلا ببراعة المنطق فقال: كان و اللّه بارع المنطق، جزل الألفاظ، عربيّ اللسان، فصيح البيان، رقيق حواشي الكلام، بليل الريق، قليل الحركات، ساكن الإشارات.

و ذكر أعرابي رجلا فقال: رأيت له حلما و أناة، يحدثك الحديث على مقاطعه، ينشدك الشعر على مدارجه، فلا تسمع له لحنا و لا إحالة [3] .

العتبي قال: ذكر أعرابي قوما، فقال: آلت سيوفهم ألاّ تقضي دينا عليهم، و لا تضيّع حقا لهم، فما أخذ منهم مردود إليهم، و ما أخذوا متروك لهم.

و مدح أعرابي رجلا، فقال: ما رأيت عينا قط أخرق لظلمة الليل من عينه و لحظة أشبه بلهيب النار من لحظته؛ له هزة كهزة السيف إذا طرب، و جرأة كجرأة الليث إذا غضب.

و مدح أعرابي رجلا، فقال: كان الفهم منه ذا أذنين، و الجواب ذا لسانين؛ لم أر أحدا أرتق لخلل الرأي منه، بعيد مسافة العقل و مراد الطرف، إنما يرمي بهمته حيث أشار الكرم.

و مدح أعرابيّ رجلا فقال: ذاك و اللّه فسيح النسب، مستحكم الأدب، من أي أقطاره أتيته انتهى إليك بكرم فعال، و حسن مقال.

و مدح أعرابي رجلا فقال: كانت ظلمة ليله كضوء نهاره، آمرا بإرشاد، و ناهيا


[1] الثميلة: البقية من الشي‌ء.

[2] غرار: قليل.

[3] أحال الكلام: أفسده.

نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 4  صفحه : 35
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست